كُتاب الرأي
ميزانية الأسرة السعيدة

المال هو عصب الحياة ، ومفتاح حلول أكثر التحديات والصعوبات والعقبات العصرية ، وهو يصل بالفرد والأسرة والمجتمع إلى بر الأمان ! والمنطقة الخضراء في الحياة الزوجية والأسرية السعيدة! وكلما كان متوفراً في الأيدي كلما ظهر على القلوب والنفوس والمشاعر والأحاسيس الطمأنينة والهدوء والسلامة والسكينة هذا عند أكثر الناس!.
وهكذا فإن الحياة ، ووفرة المال ، من مصادره الحلال نهر الخير السيّال ! وهو الحدائق ذات بهجة في حياة البهجة والسرور والفرحة ، وهو صمام الأمان المعنوي القوي والمادي الحقيقي ، الذي يرفع من القيمة المعنوية للإنسان الحقيقي ، ويضع بين يديه عدداً من المسؤوليات والمهام في وجود هذا المال في يده وتحت تصرفه.
ومما يملأ النفوس البشرية محبة وسروراً وسعادة وفرحة وبهجة إمتلاكها للمال ! وقدرتها على التصرف فيه ! شراء وبيعاً وأخذاً وعطاءً وهبةً ومنعاً ؛ فهو مصدر من مصادر القوة في النفوس البشرية ! وهو مصدر من مصادر العزة والمكانة لبعضهم ! وهو لبعضهم أيضاً كل شيء في حياتهم ومعاشهم و دنياهم .
والحصول على المال من مضانّه ومصادره الحلال دينٌ ، وخلقٌ وسلوكٌ رفيع ! يحب الله تعالى أهله ويكرمهم ويحفظهم ويعينهم ويبارك لهم تبارك وتعالى فيه وفي أعمارهم وأعمالهم وحياتهم !
ويُسهّلُ الله تعالى لهم طرق صرفه في مجالات الخير والصلاح والبركة.
في الآونة الأخيرة يشكو بعض الناس من سوء صرف المال ! وعدم تدبيره ، وعدم معرفة إدارته ، الإدارة الصحيحة السليمة فترى وتسمع بعضهم يرفع صوته قائلا: أصبحت البركة عزيزة في المال !! فهو يصرف كله في وقت وجيز قصير ! ويقول آخر : التوفير لدينا معدوم ! فنحن لا نستطيع توفير شيء من دخلنا ! كل ما نحصل عليه من مرتب أو راتب يصرف في سداد الاحتياجات الضرورية ولا يبقى منه شيء للإدخار ! أو الإستثمار ! وهؤلاء يشكون ويتشاكون على أنفسهم ! منهم حقيقية يريد الحلول والمخرج من هذا الأمور ! وبعضهم يريد من وراء ذلك الحديث والكلام دون جدّية البحث عن حلول ناجعة وناجحة !.
التغيرات الجديدة في مسارب الحياة اليومية والمطالب المتغيرة والمختلفة والمتباينة وزيادة الأعباء والأتعاب على أرباب الأسر الكريمة والعوائل المحترمة وما يصاحب ذلك من ضعف في ترتيب الأولويات والتركيز على الأهم فالمهم وممارسة بعضهم شعار : أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب !! ، وشعار بعضهم : فلان يومه عيده !!
ممارسة هذه الثقافة الإستهلاكية وعدم الوعي بأهمية إدارة المال هو الذي أوصل بعض الأسر والعوائل إلى رفع العقيرة والصراخ بأن الميزانيات العائلية لا تسمح لنا بالإدخار ولا الترشيد.
ولذا كان لزاماً على المرأة الطيبة الجميلة والزوجة الحنونة والأم الرؤوم والرجل العاقل والأسرة الكريمة والعائلة الحبيبة أن يتعرفوا على ميزانيهم وما مصادرها ؟ وما هي أهم احتياجاتهم ؟ وما هي الأولوية في الأسبوع والشهر والعام ؟ وما كيفية الصرف الحكيم ؟ وكيف تربي الأسرة الكريمة نفسها على الإدخار والتوفير الصحيح ؟ وكيف تواجه تقلبات الحياة المادية ؟
كل ذلك يمكن تعريفه للجميع من خلال الخطوات والوصايا التالية :
أولاً: حياة الإنسان حقيقة كلها لله تعالى وفي طاعته وتحت أمره ونهيهه فالإنسان حقيقة هو عبد لله تعالى ومخلوق لغاية عظيمة هي العبادة وإعمار الأرض دون سواها .
ثانياً: حقيقة المال أنه مال الله تعالى حق الله تعالى ! والإنسان مستخلف مؤتمن فيه لا يحق له التصرف فيه إلا في طاعته وخدمته في المباح .وهذه الحقيقة التي يغفل عنها الناس ؛ عليهم الإنتباه إليها ! لبقاء السعادة والسرور بالمال ، فالمال لله تعالى وهو الملك ومالك ومليك له وللإنسان! وقد رسم الله تعالى الطريق المثلى لجلب المال وكذلك الطريق المثلى لصرفه في مصارفه .
ثالثاً: المال هو عصب الحياة وشريانها الحي وقوتها الدافعة وسر صناعة التحفيز والتعزيز والدافعية عند البشرية جميعاً ، وقد جبلت على محبته النفوس وتقدير واحترام أصحابه.
رابعاً: طريقة التعامل مع المال على أنه دين وخلق نبيل ،فالحصول عليه يجب أن يكون بالطرق والوسائل الشرعية المباحة والصرف والبذل والإنفاق يجب أن يكون كذلك .
خامساً: وفي معنى قول الله تعالى : ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) يظهر منهج التعامل مع المال وكيفية إنفاقه؟
سادساً: الوقوف على مقدار الدخل الأسبوعي أو الشهري وتحديده تحديداً جيداً وتحديد الأولويات من الاحتياجات الضرورية فقط .
سابعا: يُقسّم الدخل على حسب مقداره إلى ثلاثة أو أربعة أقسام :
القسم الأول : ينفق ويصرف في توفير الاحتياجات الضرورية.
القسم الثاني : ينفق في سداد الالتزامات مثل : الإيجار و الفواتير والديون وغيرها .
القسم الثالث : مبلغ خاص للطوارئ والسداد النقص مما سبق صرفه .
القسم الرابع : الإدخار والتوفير وهذا القسم مهم جدا حتى لو كان قليلا ، ويربى عليه الأولاد وتعود عليه الأسر .
ثامناً: الإلتزام بهذه الوصايا وعدم التراخي في الصرف مهما كانت المبررات والأسباب …حتى حالات الطوارئ تضبط بحسبها.
تاسعاً: ما تعمله الأسرة الكريمة والعائلة الحبيبة في المال هو حقيقة عبادة وقربه تتقربه إلى الله تعالى ولذا يلزمها الإخلاص والتزام الشريعة والسنة المطهرة .
عاشراً: التوجه إلى الله بالدعاء عند إستلام الراتب؛ أن يبارك الله تعالى فيه و كذلك عند صرفه تحرس الأسر الكريمة على الدعاء والإخلاص وبذل شيء ولو يسير كصدقة جارية منه .
د. سالم بن رزيق بن عوض
المصلح والمستشار الأسري
شكرا جزيلا لك دكتور سالم على إثراءك للقراء بهذه المواضيع المنتقاة ذات الأهمية👍
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذة القديرة ابتسام الجبرين
مدير تحرير صحيفة آخر أخبار الأرض الإلكترونية
شكرا شكرا لكم على مروركم الجميل
وعلى دعمكم المستمر والدائم لجميع كتاب الصحيفة
وفقكم الله تعالى لما يحبه ويرضاه
وإلى الأمام دائما وابدا…
جزاك الله خير يادكتور
اللهم اجعلنا وسطا ولا تجعلنا من المقترين ولا من المسرفين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيبنا الغالي أبا عبدالعزيز
شكرا شكرا لكم على مروركم الجميل
وجزاكم الله تعالى عنا خيرا….