رحيق الكلمات
أربعون

كأن الأربعين تقولُ مهلا
أتمضي دونَ أن تحيا وتُبلى؟
ربيعٌ أم خريفٌ حين تبدو؟
ورغمَ المزعجاتِ تظلُّ أحلى
تغيبُ الشمسُ إنْ مرتْ بكربٍ
وكم من كربةٍ والوجهُ أجلى
لأنكَ إن تعبتَ نطقتَ شعرا
فتحتَ لبلبلِ الأقفاصِ حقلا
لأنكَ بين قلبكَ حين تدنو
وبين العقلِ إن حلّقتَ أعلى
بلغتَ أشدك المملوء شوقاً
تنادي يا قصيدةُ أين ليلى؟
وتفتحُ في ربيعِ العمر ورداً
وأبياتا وترحيبا وسهلا
تراقب ما مضى وتعيش أمساً
وترقبُ ما سيأتيكم لعلَّ
وتعطي أغلى ما تحوي قصيدا
وتبقى خاويا وتظلُّ أغلى
نضجتَ على الدموع بكلّ عينٍ
وتلعبُ في قطارِ العمرِ طفلا
فأنتَ بقمةِ الأعمارِ رأسٌ
يشاهدُ تحتهُ الأيامَ ظلّا !
شعر / حسن ناصر المتعب