عندما تجوع الأشواق على موائد الخيبات

عندما تجوع الأشواق على موائد الخيبات
لفت انتباهي عبارة شائقة، ذائقةُ صاحبها رفيعة، تنبئ عن تجربة قاسية مرت به وآلمت أضلاعه يقول فيها:
هناك من يراك أمنيةً!
وهناك من يراك هامشًا!
يوجد من يراك حلمًا!
والبعض يراك واقعًا!
أحدهم يراك عنوانًا!
وآخرين يرونك مرسمًا بلا ممحاة يجب التخلص منه!
هناك من تكون بجانبه ولا يراك شيئًا!
وهناك من يراك سعادةً لا يتعين الاستغناء عنها!
هناك أماكن زرعت فينا الخوف بعدما كنا نظن أنّ فيها الأمان وهناك أشخاص بعثروا استقرارنا دون أن نسيء لواحد منهم.
البعض كأنهم يتناولون النسيان لما يفعلونه وكأنه وجبة دسمة يحاولون أن يشبعوا نكرانهم للذكريات لتجوع الأشواق على موائد الخيبات!
على النقيض من ذلك ، هناك من ينتظرك بفروغ الصبر يتابع ما تكتبه من كلمات هنا وهناك من يراقب أفعالك ويكررها، يبتسم حين يراك ، ويضيق صدره عند غيابك، يتألم عند تجاهلك له ، يود معها أن يطرق بابك ليخبرك شيئًا من حاجته لوجودك.
إنّ هذا التوصيف الآنف الذكر يجسد لنا بشكل تجريدي غير مبالغ فيه الحياة التي نعيشها مع بعضنا البعض ، يصور كل جزئية تمر بالإنسان ، العلاقات ، المشاعر ، والسلوكيات، والأحاسيس، والآمال، والأمنيات، كلها تصف حال هذا الكائن النادر ، هذا الكائن الذي ميزه الله عن سائر مخلوقاته.
وهكذا هي الحياة، يصورها خبراء علم النفس وفي نفس الحال يوضحون كيف يمكن لنا العمل على ممارسة بعض السلوكيات التي تساعدنا على تهدئة التهاب الأعماق.
ببساطة شديدة
يقول أولئك الخبراء: إذا أردت الشفاء من تلك الخيبات فإنّ عليك الاعتراف- أولاً – بها والتفريق بين ما يمكن قبوله وبين ما يمكن رفضه فيك ، يجب أن تتأقلم مع الوقائع والأحداث التي تمر بك بشكل يومي ، لا تستسلم للمثبطات والمحبطات تعلم كيف تنهض ! نعم تعلم كيف تنهض من تلك الآلام التي يسببها لك من وثقت بهم ، ومنحتهم مساحات واسعة من الأمان ، والاهتمام ، والقبول ، والرضى، والمحبة، والمودة.
يجب أن تكون صلبًا، وصارمًا وتتعلم أن تكون ضليعًا في تخطي النكسات، من الواجب أن تكون متمرسًا، ومتماسكًا في وجه كل انكسار، تقف شامخًا أمام أي هزيمة لمشاعرك.
لا تيأس أو تفقد الأمل ولا تقنط في عدم تحقق ما كان يُرجى، كما أن عليك ألا تثق ثقة مفرطة،فالثقة الواسعة تجعل فرص الاحساس بالخيبة أوسع.
عليك أن تعلم جيدًا عند تعاملك مع الناس أنّ أغلب البشر عيونهم مغلقة بأتربة الخيبة إلى الحد الذي يمنعهم من رؤية الحقائق بوضوح لذلك ستجد خيباتك فيهم قاسية بالتالي تتأثر حياتك وتتمزق على نحو وصورة سلبية ثم ترمي بك الأيام إلى واقع مرير يدخلك في تصادم مباشر مع حواجز التوقعات مالم تتدارك نقاطك الضعيفة لتصنع منها مستقبلاً مشرقًا.
انتهى
علي بن عيضة المالكي
كاتب رأي
غزير.. عميق… ممتع…جعلت للكلمة صورة… بديع التصوير جمعت الإثنين في هذا الموضوع العقل والقلب،، وانتقائك للكلمة(إلتهاب الأعماق..) دلالة واضحة على تمكنك من التصوير… كمية جمااااال تألقت في هذا الموضوع
… سلطت الضوء على المشاعر الإنسانية وأهميتها في حياة البشر واختلاف السلوكيات والآثار تباعاً للبشر،، فمن مُتع الحياة وجود الحب والأمل والأمان وتحقق الراحة والطمأنينة والسعادة الناجمة عنه قولاً وعملاً وأثراً ومن مساوئ البشر الخيبات واليأس والنسيان وتجاهل النعم، وانطفاء الأمل،،والنكران والجحود الأليم وختمت بضرورة إتخاذ الإحتياطات اللازمة للمرء للنجاة من اضرار الخيبات المؤلمة في حياته….وجعلت من حرفك أملاً مشعاً كما نراه في حديثك الوجداني دائماً..
دام حرفك ولا أطفأ الله تألقك وبريقك👍
الزميلة الفاضلة والكاتبة الإعلامية المتميزة أ/ زايدة حقوي شكرًا لك على هذه الإضافة الجميلة.
أنت أنموذج للإعلامي الراقي.
بارك الله فيكم
الله يا أستاذ علي
كمية وافرة من الجمال
امتزاج العقل بالعاطفة هو أهم ماميز هذا المقال
رائع ..بداية من العنوان وحتى النهاية
معاني عميقة جدا
دام إبداعك 🌹
زميلتنا الموقرة أ/ نعيمة البدراني شكرًا على هذا الدعم وهذه المساندة.
صنيعكم عظيم.
بارك الله فيكم.