كُتاب الرأي

الشهادة وسيلة وليست غاية

 

الشهادة وسيلة وليست غاية

الشهادة لا تعكس دائما المهارة

تعتبر الشهادة الأكاديمية رمزا للإنجاز العلمي والمعرفي، وهي غالب ما تستخدم كمعيار لتقييم كفاءة الأفراد وتحديد مؤهلاتهم للحصول على فرص وظيفية معينة. ومع ذلك، هل تعكس الشهادة حقا مستوى المهارة والقدرة على الأداء الفعلي في بيئة العمل؟ في الواقع، الشهادة وحدها لا تكفي دائما لضمان النجاح والتميز المهني، حيث توجد فجوة بين المعرفة النظرية والمهارات العملية.
الفجوة بين التعليم النظري والواقع العملي
تركز معظم البرامج الأكاديمية على تزويد الطلاب بالمعرفة النظرية، لكنها لا تمنحهم بالضرورة المهارات العملية اللازمة لتطبيق تلك المعرفة في الحياة العملية. يمكن للطلاب أن يتفوقوا في الامتحانات ويحصلون على درجات عالية، لكن عندما يدخلون سوق العمل، قد يواجهون صعوبة في التكيف مع متطلبات الوظيفة الفعلية. هنا تظهر أهمية المهارات العملية التي تكتسب من خلال التجربة والتطبيق الفعلي، والتي لا يمكن للشهادة أن تعكسها -بشكل كامل-.
المهارات الشخصية والوظيفية تتجاوز حدود الشهادة
في عالم اليوم، يبحث أصحاب العمل عن مهارات مثل التفكير النقدي، والقدرة على حل المشكلات، والتواصل الفعال، والعمل الجماعي. هذه المهارات تكتسب عادة من خلال التجارب العملية والتعلم المستمر، وليس فقط من خلال الجلوس في الفصول الدراسية. شخص يحمل شهادة مرموقة قد يفتقر إلى هذه المهارات الأساسية، بينما يمكن لشخص آخر دون شهادة أكاديمية أن يتمتع بخبرة واسعة تمكنه من أداء مهامه بكفاءة عالية.
أمثلة ناجحة لأشخاص دون شهادات
هناك العديد من القصص لأشخاص نجحوا في حياتهم المهنية دون الحصول على شهادات جامعية. على سبيل المثال، ستيف جوبز هو مخترع أمريكي من أصول سورية، واحد أقطاب الأعمال في الولايات المتحدة.
عُرف بانه المؤسس الشريك ورئيس مجلس إدارة شركة آبل. وبيل غيتس وهو رجل أعمال ومبرمج امريكي أسس عام 1975م شركة مايكروسوفت مع بول الان وقد صنع ثروته بنفسة. لم يكملوا تعليمهم الجامعي، لكنهم تمكنوا من بناء شركات عالمية ناجحة بفضل مهاراتهم الاستثنائية في الابتكار والإدارة. هذه الأمثلة تؤكد أن النجاح يعتمد بشكل أكبر على المهارات والإبداع والقدرة على التعلم المستمر، وليس فقط على الشهادة الأكاديمية.

أهمية التعلم المستمر والتطوير الذاتي
في سوق العمل المتغير بسرعة، أصبح التعلم المستمر مهارة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها. يجب على الأفراد أن يكونوا قادرين على تطوير أنفسهم باستمرار واكتساب مهارات جديدة تواكب التغيرات في مجالهم المهني. الشهادة قد تكون بداية جيدة، لكنها لا تضمن النجاح على المدى الطويل. القدرة على التكيف والتعلم من التجارب هي ما يميز الأشخاص الناجحين في حياتهم المهنية.

الشهادة كوسيلة وليست غاية
في النهاية، يجب أن نرى الشهادة كوسيلة للحصول على المعرفة الأساسية وليس كهدف نهائي. إنها خطوة أولى نحو بناء مسيرة مهنية ناجحة، لكنها ليست المقياس الوحيد للمهارة أو القدرة على الإنجاز. يعتمد النجاح في العمل على القدرة على تطبيق المعرفة، والابتكار، والتكيف مع التغيرات، وليس فقط على الحصول على درجات علمية عالية.

وأخيراً
الشهادة قد تكون مفتاحًا للفرص، لكنها ليست بالضرورة مؤشرًا على المهارة أو الكفاءة. الأفراد الذين يركزون على اكتساب المهارات العملية وتطوير أنفسهم بشكل مستمر هم الأكثر قدرة على النجاح والتميز في عالم العمل. لذا، ينبغي علينا أن نتذكر أن الشهادة ليست سوى جزء من المعادلة، بينما تبقى المهارة هي العنصر الأساسي الذي يقود إلى النجاح الفعلي.

سلامة المالكي
كاتبة ومؤلفة

سلامة بنت محمد المالكي

كاتبة وإعلامية وشاعرة وقاصة ومؤلفة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
الذهاب إلى الواتساب
1
م حبا أنا سكرتير رئيس التحرير
مرحبًا أنا سكرتير رئيس التحرير وأنا هنا لمساعدتك.