كُتاب الرأي

وطن العزة والتاريخ: إشراقة جديدة

في أحضان الفجر الجديد، حيث يتنفس الصباح نسيم الأمل وتتلألأ خيوط الشمس الذهبية على مروج الوطن الخضراء، نتأمل مع كل شروق، قصة إرادة وتحدي خطها التاريخ، نرتشف من كأس الفخر، لنحتفي بمسيرة أمة عريقة، تمتد جذورها عبر القرون، مغروسة في عمق الأرض كشجرة باسقة، قوامها الأصالة وأغصانها تحمل ثمار التقدم والنماء.

نستيقظ اليوم على وقع الذكرى العطرة لتأسيس وطن عظيم، حيث الأجداد والآباء، بحكمة القادة وعزيمة الشعب، رسموا لوحة مجد لا تشوبها شائبة من قبل ثلاثة قرون، لقد كانت البدايات شرارة أولى في مشعل يتوهج اليوم بنور العدالة والرخاء، ويضيء درب الأجيال القادمة.

إنها الأرض التي أقسم أبناؤها على المحافظة على تراثهم الخالد ودستورهم الفريد، الذي لا يبنى إلا على أسس الشريعة السمحاء والسنة النبوية الغراء، متعاهدين أمام الله على صون العهد والوفاء بالوعود.

في الحقول الخضراء وعلى الرمال الوهاجة، تتجلى صور الشموخ والكبرياء، وتنعكس في عيون الناس قصص الكفاح والجهاد والنصر، الذي منحه الله لهذه الأرض، وتتجدد العزيمة مع كل فجر، وتتعانق السواعد في طموح لا يعترف بالحدود، بإصرار يعانق عنان السماء.

اليوم، يسير الوطن بخطى واثقة، يقوده ملك حازم وولي عهد مخلص، يعاهدان شعبهما على الاستمرار في رفعة الوطن وتقدمه، ينظران إلى الأفق بعيون تفيض بالأمل، متسلحين بالإيمان القوي والثقة بالله، وبسواعد شعب ترتفع همته في عنان السماء كجبال طويق الشامخة.

في ظلال هذا الصباح البهيج، حيث يختلط النور بدفء الأمل، نلمس مع كل نسمة تروي قصص الماضي، عزما يتجدد وإصرارا يتعاظم في قلوب سكان هذا الوطن النبيل، وطن لا يعرف إلا لغة التقدم والازدهار، وطن يحتضن في تضاريسه الجغرافية، من السهول الخضراء إلى الرمال الذهبية، أرواحا تسمو بالطموح والشرف.

منذ تلك اللحظات الأولى التي شهدت ولادة هذا الكيان العظيم، كان الأساس متينا، متجذرا في القيم الروحية والأخلاقية التي لا تتزعزع، ومع كل شروق، نتذكر كيف أن الأجداد قد خلدوا عهدا مع الله، عهد الصدق والوفاء، الذي أصبح منارة تضيء لنا الطريق.

تثمر الأرض بفضل عزيمة الرجال والنساء الذين يشكلون نسيج هذا المجتمع الرائع، والذين يعملون بجد وإخلاص من أجل غد أفضل، أن همتهم وشجاعتهم هي الأساس الذي يقوم عليه النمو والازدهار، وهي السبب الذي يجعل هذا الوطن يتقدم دوما إلى الأمام.

قيادتنا الحكيمة تسير بخطى ثابتة نحو آفاق واسعة من التطور والابتكار، وتتطلع إلى رفعة شعبها، معتمدة على إيمانها وعلى جهود أبنائها البررة، إن ولي العهد، بنذره وتفانيه، يضع نصب عينيه رفعة هذا الوطن وتحقيق أعلى المراتب، متوكلا على الله أولا وعلى عزم شعبه العظيم.

في هذه الأيام المجيدة، نجدد العهد ونعاهد الله على أن نحافظ على راية الوطن خفاقة، وأن نكون على الدوام أوفياء لترابه الطاهر ولتاريخه العريق، نعاهده أن نكون حماة للوطن وبناة لمستقبله، متمسكين بكل ما هو خير وصالح، وندعو الله أن يحفظ لنا وطننا وان يديم عليه نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وأن يبارك في قادته ويسدد خطاهم، وأن يحفظ أبناؤه الأوفياء الذين يعملون -ليل نهار- من أجل رفعة هذه الأرض الطيبة الطاهرة.

فلتبقى يا وطني سماءك زرقاء، وأرضك خضراء، وعلمك خفاقا عاليا يا وطن العزة والتاريخ، وكلماتك تتردد في قلوبنا كل صباح وتذكرنا بالواجب ونجدد النية والهمة، فكل يوم نعيشه على ثراك بمثابة صفحة جديدة نكتب فيها بأحرف من نور، قصص الإنجاز والأمل والتطور.

تحت ظل العلم الأخضر الذي يرفرف، تتوحد القلوب وتتضافر الجهود ونرسخ دعائم الحضارة والمجد، إذ لا يزال صدى الآباء والأجداد يتردد في كل زاوية من زواياه، يحثنا على الكد والعمل، ويذكرنا بأن كل حجر في هذا الوطن له قصة، قصة تستحق أن تروى.

فلنعمل معا، جنبا إلى جنب، لنحقق الأحلام الكبرى التي تسكن في أعماقنا، ولنبني جسورا نحو المستقبل، جسورا متينة تستطيع حمل أحلام الأجيال القادمة.

إن التحديات التي نواجهها اليوم ليست إلا فرصا لإظهار معدننا الأصيل وقوتنا الحقيقية، نستلهم من ماضينا العزيز الدروس والعبر، وننظر إلى مستقبلنا بعين اليقين والأمل، مؤمنين بأن كل خطوة نخطوها على هذه الأرض الطاهرة، هي خطوة نحو غد مشرق يليق بتاريخنا العريق وبمكانتنا بين الأمم.

لن يفتر عزمنا، ولن تخبو جذوة الحماس فينا، فنحن أبناء وطن يعرف كيف يحول الصعاب إلى منجزات عظيمة، وكيف يصنع من التحديات منارات تضيء الطريق للسائرين نحو العلا، صباح الخير عليكم، وعلى وطننا الحبيب، وعلى كل من يعمل بإخلاص من أجل رفعته ، وكل عام وانتم وهذا الوطن العظيم بألف خير.

محمد الفريدي

 

محمد الفريدي

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى