الألعاب في تعديل سلوك الأطفال (الجزء الثاني)

بقلم الكاتبة/جوهرة حمزة ال صالح
الألعاب في تعديل سلوك الأطفال
(الجزء الثاني)
ثانيا: مظاهر النمو العقلي:
يسمى عالم النفس (بياجيه) هذه المرحلة بمرحلة ما قبل المفاهيم هي المرحلة الوظيفية الرمزية والتي يعتمد فيها الطفل على خبرته الذاتية في اكتساب المفاهيم والطفل في هذه المرحلة ليس لديه قواعد عقلية أو منطقية يتحكم إليها في تعاملاته مع البيئة الخارجية فلا يستطيع أخذ وجهة نظر شخص آخر في إدراكه للعالم الخارجي. كما يتميز طفل هذه المرحلة بالتمركز الشديد حول ذاته، فهو يرى نفسه في مركز العالم وكل شيء يدور حوله , وهو لا يستطيع أن يفهم ويرى العالم إلا من خلال ذاته ,خاصة في بداية هذه المرحلة . وتصنيفه للأشياء يتم على أساس صفة واحدة فقط وهي عدم القدرة على الاحتفاظ فهو يصنف الأشياء على أساس اللون فقط أو الحجم فقط أو الشكل فقط … الخ فهو لا يدرك بأن الأشياء قد تتفق بصفة وتختلف بصفات أخرى.
الألعاب المناسبة لمطالبة النمو العقلي:
يجب أن يتم اختيار ألعاب الطفل المتعلقة للمطالب النمو العقلي بعناية فائقة حتى لا تتسبب بتعرض الطفل لإحباطات ومشاكل نفسية في حالة عدم مناسبة اللعبة للنمو العقلي لطفل هذه المرحلة خاصة إذا كانت اللعبة تتعارض مع الصفات العقلية التي يتميز بها طفل هذه المرحلة. على سبيل المثال قد يرفض طفل تقديم ألعابه للأطفال الآخرين في نفس الوقت الذي نراه يريد أن يستحوذ على ألعاب الأطفال الآخرين لأن هذا الأمر ينطلق من نفس المنطق الذي يقوم على أنه يرى نفسه فقط في هذا العالم والناس من حوله موجودين لخدمته ,ومن هذا المنطلق نجد أن من أفضل الألعاب التي تناسب تفكير الطفل هي ألعاب المجسمات والأشكال والألوان وأوراق القص واللصق فالطفل هنا يحتاج إلى خبرته الشخصية في التعامل مع الأشياء فكلما كانت الألعاب مادية محسوسة كلما كان استمتاع الطفل أكبر وقدرته على التعلم أسرع كما يجب أن تهتم المعلمة هنا بأمر فردية الطفل عند اختيار هذه الألعاب.
ثالثا: مطالب النمو الشخصي الاجتماعي:
أكثر ما يميز طفل هذه المرحلة من الناحية الاجتماعية ميله الشديد نحو الاستقلالية عن والديه خاصة أمه في قضاء الكثير من حاجاته مثل تناول الطعام والشراب وارتداء ملابسه وفرش أسنانه واستحمامه وغير ذلك. فالطفل في هذه المرحلة عبارة عن شعلة من النشاط الذاتي مما يجعله يصطدم بكثير من رغبات والديه ومعلماته حيث يطلبون منه عمل شيء ويعمل شيئا آخر ويتعرض للعقاب أو التجاهل ويوصف بأنه طفل عنيد ويجب التأكيد هنا بأن طفل هذه المرحلة يدرك بأنه شخص مستقل عن الآخرين له كيان ورأبه في الكثير من الأمور التي تخصه فهو لا ينتظر الأوامر، بل يسعى بنفسه إلى اتخاذ القرارات وتنفيذها دون الرجوع إلى الكبار
الألعاب التي الألعاب المناسبة لمطالب النمو الشخصي الاجتماعي.
من الواضح بأنه من أبرز الصفات الشخصية الاجتماعية للطفل هذه المرحلة ميله إلى الاعتماد على ذاته والاستقلالية عن الآخرين لذلك نعتقد بأن اختيارنا لألعاب يجب أن يكون يعزز هذه الصفة ويحترمها. أي أن يجب أن يكون نمط الألعاب المستخدمة تعزز الاستقلالية والاعتماد على الذات عند الطفل من هنا نرى بأن من صفات الألعاب التعليمية التي تساعد على إشباع الأطفال لهذه الحاجات هي الألعاب التي تبرز شخصية الطفل وتعطيه دورا مميزا عن غيره بحيث يشعر بأنه من قام بهذا العمل مما يجعله ينغمس أكثر في الألعاب لأنها تحقق له حاجاته الشخصية من أنواع الألعاب التي تحقق هذه المطالب ما يسمى بلعب الأدوار التمثيل حيث يعطي الطفل دورا مميزا مثل الأب أو الأم أو شرطي المرور أو معلم أو طبيب وهكذا , وإذا كان بالإمكان أخذ صورة فوتوغرافية للطفل أثناء التمثيل وتعليقها بالفصل لمدة أسبوع مثلا فإن هذا الأمر من شأنه تعزيز نمو الذات وجعل الطفل يتعلم الكثير من المعلومات التي حصل عليها أثناء التمثيل.
رابعا: مطالب النمو الانفعالي:
تتصف انفعالات الأطفال في هذه المرحلة بالعمومية والحدة والتقلب من حال إلى حال فليس من الغريب أن نجد طفلا يبكي وبعد فترة وجيزة نجده يضحك ويلعب مع الأطفال الآخرين. كما أن الأطفال هنا يعبرون عن انفعالاتهم بشكل شديد ومبالغ فيه الطفل الغاضب هنا نجده يبكي بحرق ويصرخ ويتنقل من مكان إلى آخر، والطفل السعيد لا نجده يختلف كثيرا عن الطفل الغضب من حيث كثرة الحركة وإظهار مظاهر الفرح، وما يزيد من حدة الانفعالات التي تصدر من الأطفال أسلوب تعامل الوالدين والمعلمة مع الطفل عندما يكون منفعلا . فمثلا العقاب الذي يفرض على الطفل نتيجة قيامه بسلوك معين قد يدفعه إلى العناد والتعبير عن ذلك بانفعال مبالغ فيه حتى يغيظ الكبار لأن كما نعرف بأن طفل هذه المرحلة متمركز حول ذاته وهو عنيد.
الألعاب المناسبة لمطالبة النمو الانفعالي:
يمكن أن يعتبر التمثيل من أفضل أنواع الألعاب التي تستطيع المعلمة استخدامها لتعليم الأطفال كيفية ضبط انفعالاتهم واختيار الانفعال المناسب لكل موقف. كما يوجد هنا فكرة جديرة بالاهتمام وهي خصوبة خيال الأطفال مما يترتب عليه الخلط لديهم بين ما هو واقع وما هو خيال مما يجعلهم يخافون ويحزنون بسهولة إضافة إلى أننا نعتقد بأن ألعاب مثل القصص والرسم ومشاهدة الأفلام التعليمية المناسبة يمكن أن تساعد كثيرا في ضبط انفعالات الأطفال. كذلك يمكن للمعلمة أن تستثمر انفعالات الأطفال في تعليمهم خصائصها مثل انفعال الفرح والحزن والغضب والحب والخوف. كلما استطاعت المعلمة أن تطرح ألعاب تحاكي مطالب النمو عند الأطفال تجد الأطفال يستجيبون بدرجة كبيرة ويتعلمون أسرع .
كاتبة ومؤلفة
يتبع