كُتاب الرأي

اليوم الوطني

 

“نحلم ونحقق” هي أكثر من مجرد عبارة، إنها قصة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها حتى يومنا هذا هذه الجملة تختصر تاريخا مجيداً وحاضراً مزدهراً، وتفتح الباب لأحلام لا حدود لها، تعكس رحلة البناء والإنجاز التي قادها ملوك السعودية على مر العقود. في اليوم الوطني السعودي ال 94، نتأمل كيف تحققت أحلام الأجداد والطموحات لتصبح واقعا يعايشه الشعب السعودي- بكل فخر- واعتزاز.

بدأت هذه الرحلة المجيدة عندما وضع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود حجر الأساس لتوحيد المملكة العربية السعودية في عام 1932. بعد عقود من النضال والتحديات، تمكن الملك عبد العزيز من توحيد قبائل الجزيرة العربية تحت راية واحدة، محققا حلم الوحدة والاستقرار. هذا الإنجاز لم يكن فقط نقطة تحول في تاريخ المملكة، بل كان نقطة انطلاق لرؤية أكبر لبناء دولة قوية ومزدهرة.

منذ تلك اللحظة، بدأت السعودية تكتب فصولا جديدة من التطور والنمو. في البداية، كانت المملكة تعتمد بشكل أساسي على الزراعة والتجارة، إلا أن اكتشاف النفط في الثلاثينيات غير مسار التاريخ. تحول الاقتصاد السعودي بسرعة من اقتصاد تقليدي إلى اقتصاد يعتمد على النفط كمصدر رئيس للدخل. هذا الاكتشاف أدى إلى تحول المملكة إلى واحدة من أكبر القوى الاقتصادية في العالم، وكان الأساس لبناء بنية تحتية حديثة ومدن متطورة.

مع مرور الزمن، تطورت السعودية لتصبح دولة حديثة ذات رؤية واضحة للمستقبل. وخلال العقود الأخيرة، شهدت المملكة طفرة كبيرة في مجالات التعليم والصحة والتكنولوجيا، مما أسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين. اليوم، تقود السعودية مبادرات عالمية في مجالات الطاقة المستدامة، الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحديثة.

لكن قصة “نحلم ونحقق” لا تتوقف عند هذا الحد. ففي ظل قيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تم إطلاق رؤية 2030، التي تمثل مرحلة جديدة من الطموح والتجديد. تهدف الرؤية إلى تنويع مصادر الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على النفط، من خلال تعزيز السياحة، الصناعات المتقدمة، والتكنولوجيا. تشمل الرؤية مشاريع ضخمة مثل “نيوم” التي تمثل مدينة المستقبل الذكية، و “القدية” التي تسعى إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي للترفيه والثقافة.

تعزز رؤية 2030 كذلك دور المرأة والشباب في المجتمع السعودي، حيث باتت المرأة تشارك بشكل فعال في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية. الشباب السعودي اليوم هم عماد المستقبل، ولهم دور رئيس في تحقيق الحلم السعودي من خلال الابتكار والمشاركة الفاعلة في بناء الوطن.

“نحلم ونحقق” ليست مجرد عبارة تعبر عن الحاضر، بل هي دعوة للاستمرار في السعي نحو تحقيق المزيد. في اليوم الوطني ال 94، يحتفل السعوديون بما تحقق من إنجازات، لكنهم أيضا ينظرون إلى المستقبل بعين التفاؤل والأمل. الأحلام التي بدأت مع الملك عبد العزيز لم تتوقف، بل أصبحت أكبر وأشمل، تشمل التطلعات لأن تكون المملكة قوة عالمية في مختلف المجالات.

في هذا اليوم، يملأ الفخر قلوب السعوديين وهم يرون كيف تطورت بلادهم من صحراء متفرقة إلى واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم. يستذكر الماضي المجيد بكل تقدير للأجداد الذين بنوا هذا الوطن، ويحتفى بالحاضر المزدهر الذي تعيشه المملكة. ولكن الأهم هو أن الشعب السعودي يستمر في الحلم والتخطيط لمستقبل أفضل، مستقبل يضمن للأجيال القادمة المزيد من الرخاء والتقدم.

في الختام، “نحلم ونحقق” هي قصة المملكة العربية السعودية بكل ما تحمله من مجد وتحديات وإنجازات. هي دعوة للأمة بأكملها لمواصلة الطموح والعمل الجاد لتحقيق المزيد، لأنه في كل يوم يُفتح فصل جديدٍ من الإنجازات التي تضيف إلى تاريخ هذا الوطن المجيد.

سلامة المالكي

كاتبة

سلامة بنت محمد المالكي

كاتبة وإعلامية وشاعرة وقاصة ومؤلفة

‫2 تعليقات

  1. كاتبتنا المبدعة أستاذة سلامة المالكي👍
    لافض فوك👏👏
    مقالك يعكس عمق التاريخ السعودي وجمال الإنجاز الذي حققته المملكة. لقد تمكنت بعباراتك من تجسيد روح الفخر والاعتزاز التي يشعر بها كل سعودي في هذا اليوم الوطني. شكراً لك على تسليط الضوء على رحلة البناء والتطور، فالأحلام التي ذكرتيها تمثل حافزاً لنا جميعاً للمضي قدماً نحو مستقبل مشرق.
    وأكرر لافض فوك💕

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى