95 عامًا من الفخر والعطاء.. وطنٌ نبضٌ في القلب

زايده علي حقوي
95 عامًا من الفخر والعطاء.. وطنٌ نبضٌ في القلب
شمس هذا اليوم مختلفة جدًا…! سنا ضوئها يملأ الصدور، وبهجة أوقاته مميزة بل غامرة.
كيف لا؟ والفرح يستوطن قلب كل سعودي وسعودية، والفخر والعز يعانقان السماء حتى يكاد من شموخه أن يضيء أرجاء المعمورة.
أطفالٌ ونساء، شبابٌ وشيوخ، جميعهم على قلبٍ واحدٍ، ممتلئ بالوطنية الحقّة تجاه تراب هذه الأرض الغالية: المملكة العربية السعودية، في ذكرى توحيد أرجائها العظيمة.
فترى أبناء الشمال والجنوب، والشرق والغرب، يلهجون بصوتٍ واحدٍ: دام عزك يا وطن.
إنه اليوم الذي يعني لكل من نشأ وترعرع على ثراها الطاهر معنى الولاء، يومٌ نُقش في التاريخ بالدم والعقل والقلب.
هو يوم نادى المنادي: الملك لله، ثم لعبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – غفر الله له وطيب ثراه.
تتزاحم المشاعر، وتتراكم الكلمات، وتختنق العبرات… فتترجمها الأفعال.
فمهما سطّرنا من عبارات، ونسجنا من أحرف، نجدها لا تفي بالوصف ولا بالحب.
ومهما بذلنا بكل ما نملك اتجاه دولتنا الرشيدة، نرى أننا مقصرون.
وفي هذا اليوم العظيم، لا نحتفي بذكرى التوحيد فحسب، بل نستحضر رحلة مجدٍ بُنيت على الإيمان، ورؤية قائدٍ آمن أن لهذه الأرض رسالة، وأن لشعبها مستقبلًا يليق بها.
إنها مسيرة لم تتوقف عند الماضي، بل امتدت لتصنع حاضرًا مشرقًا، وترسم غدًا أكثر إشراقًا بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين – حفظهما الله.
اليوم الوطني ليس مجرد ذكرى، بل هو وعدٌ متجدّد بالوفاء، وعهدٌ نكتبه في قلوبنا قبل أن تُسطّره أقلامنا: أن نبقى أوفياء لهذا الوطن، متمسكين بقيمه، عاملين على رفعته، ومخلصين في خدمة ترابه الطاهر.
هنا، حيث تتعانق الروح مع الأرض، يتجدّد العهد وتزهر الأحلام، ليبقى وطننا عاليًا شامخًا، منارة عزٍّ وكرامة، وموئل أمنٍ وسلام.
فيا وطنًا تسكنه أرواحنا قبل أن تسكنه أجسادنا، ويا أرضًا تفديك القلوب بالولاء قبل الأيادي بالعطاء—ستبقى شامخًا في الأعالي، عصيًا على كل من أراد بك سوءًا.
وفي كل عام تتجدّد فينا البيعة، ويتعاظم في قلوبنا الحب، ونرفع أكف الدعاء أن يحفظك الله، ويحرسك بعينه التي لا تنام.
دمت لنا وطنًا نفاخر به الدنيا، ورايةً خفّاقة لا تنحني، ومجدًا خالدًا لا يزول.
دام عزك يا وطن.. ودمت لنا دارًا وذخرًا وأمانًا.
كاتبة رأي وقاصة