كُتاب الرأي

التعليم السعودي.. بناء الإنسان وصناعة المستقبل

في حديث ملهم ومفعم بالثقة، رسم معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف البنيان، خلال المؤتمر الصحفي الحكومي يوم الأربعاء 19 صفر 1447هـ، صورة مشرقة لمستقبل التعليم في المملكة، مؤكداً أن الطالب هو الاستثمار الأغلى، وأن كل جهد ومورد يُسخّر في هذا القطاع إنما هو استثمار في حاضر الوطن ومستقبله؛ لقد جاءت كلماته متسقة تماماً مع توجهات رؤية المملكة 2030، ومعبّرة عن الدعم السخي الذي توليه القيادة الرشيدة لبناء إنسان سعودي واعٍ، مبدع، ومنافس عالمياً.
إن ما أعلنه معاليه من مبادرات وبرامج نوعية، مثل إدراج منهج الذكاء الاصطناعي في جميع المراحل الدراسية، وإطلاق مدارس للموهوبين في عدد من المناطق، وابتعاث طلابنا إلى أرقى الجامعات العالمية، ليس مجرد تطوير للتعليم، بل هو صناعة لمستقبل وطن يتسلح بالعلم والمعرفة؛ وعندما نتحدث عن تعليم يعلّم الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، ويضيف اللغة الصينية إلى لغات طلابه، فإننا نتحدث عن رؤية تدرك أن العالم يتغير بسرعة، وأن من يملك المعرفة يملك زمام المنافسة.
إن التطوير الذي نشهده اليوم لا يقف عند حدود المناهج، بل يتجاوزها إلى بنية تحتية متينة، بإنشاء عشرات المشاريع التعليمية، وصيانة وتأهيل آلاف المدارس، وتهيئة بيئة تعليمية تليق بطموحات المملكة؛ وهو أيضاً تطوير للإنسان نفسه، من خلال برامج تدريبية متقدمة للمعلمين، ومعايير اختيار صارمة تضمن أن من يقف أمام أبنائنا في الفصول هو قدوة في العلم والقيم.
لقد أثبتت المملكة من خلال هذه الخطوات أنها لا تسعى إلى نسخ تجارب الآخرين، بل إلى صياغة نموذج تعليمي سعودي فريد، متجذر في هويتنا وقيمنا، ومنفتح على معارف العصر وأدواته؛ وما الدعم الذي يجده التعليم من قيادتنا الكريمة إلا شاهد على أن بناء الإنسان سيظل حجر الأساس لكل مشروع تنموي، وأن الاستثمار في العقول هو أعظم استثمار يمكن أن نقدمه للوطن.
 

مبارك بن عوض الدوسري

@mawdd3

مبارك عوض الدوسري

كاتب رأي وإعلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى