شَكْوَى عَلَى خُطَى امرَئ قَيْسَ

شَكْوَى عَلَى خُطَى امرَئ قَيْسَ
فِي مَغْرِبِ الْأَرْضِ الْـ بَعِيدَةِ عَنْ هُنَا
كَانَتْ حِكَايَةُ صَاحِبِ الْـ “سَقْطِ اللِّوَى”
“أُمُّ الْحُوَيْرِثِ” قَدْ سَقَتْ جَنَبَاتِهِ
بِمَاءِ سِحْرٍ مِنْ عَقِيقٍ فَاكْتَوَى
وَتَمَايَلَتْ بِهِ فِي غَبِيطٍ أَبْيضٍ
حَتَّى اسْتَهَامَ مِنَ الْمَفَاتِنِ وَارْتَوَى
قَالَ الصَّدِيقُ حِكَايَتِي مَلْعُونَةٌ
فِيهَا الشَّقَاءُ بِحَجْمِ خَوْفٍ فِي طُوَى
فَتَرَكْتُ نَعْلِي عِنْدَ أَهْلِي بُرْهَةً
وَوَجَدْتُنِي فَوْقَ الْغَمَامِ كَمَا الْهَوَا
أُزْجِي عَلَى قَلْبِ الرَّبِيعِ قَصِيدَتِي
وَأَهِيمُ فِي كُلِّ الْمَوَاسِمِ كَالدُّمَى
ذِيكَ اللَّيَالِي خَلْفَ أَحْدَاقِ الضَّنَى
نَمْشِي جُمُوعًا نَحْتَسِي فَوْحَ الْغُنَا
صِرْنَا وُقُوفًا فِي طَرِيقٍ شَائِكٍ
نَشْرِي الدُّمَى “دِيَمًا” عَلَى عَزْفِ الدِّمَا
مَرَّتْ عَلَيْنَا بِالنَّسِيمِ الْــ “زَهْرَةٌ”
تَمْشِي كَمَا طَيْرٍ يُزَقْزِقُ فِي السَّمَا
قَالَتْ سَلَامًا يَا أَحِبَّةَ مَشْعَرِي
وَرَخَتْ لِثَامَ الْمُصْطَفَيْنِ عَنِ اللَّمَى
صَاحَ الْجَلِيدُ لِأَيِّ صَدْرٍ أَنْتَمِي
ذَاتَ الْيَمِينِ كَمَا الشِّمَالِ مُزَمْزِمَا
وَقَضَتْ عُيُونُ الْعَاشِقِينَ تَلَهُّفًا
تَسْتَجْدِي الرِّيحَ الْهَوَى.. أَيْنَ الْهَوَى؟
نُمْسِي وَنُصْبِحُ فِي جَلَالَةِ جِيدِهَا
هَمْسًا يُذِيبُ التَّمْرَ فِي قَلْبِ النَّوَى
وَلِضَوْعِهَا كَادَتْ مَرَاكِبُ صُحْبَتِي
تَسْتَوْدِعُ الْأَبْصَارَ فِي وَسْطِ الْعَمَى
أَمَّا أَنَا، رَاحَ الْعَمَى يَطْغَى عَلَى
قَلْبِي فَلا جِسْمِي عَرَفْتُ وَلَا أَنَا
الشاعر / إبراهيم الدعجاني