كُتاب الرأي

” المواهب الغائبة وسط سطوة التافهين “

ابتسام عبدالعزيز الجبرين

 

” المواهب الغائبة وسط سطوة التافهين “

يعيش بيننا أفراد في المجتمع يمتلكون مستوى عالٍ من العلم والثقافة، ويتميزون بمواهب استثنائية، إلا أنهم لم ينالوا فرصاً كافية للظهور أو الشهرة . وفي الوقت ذاته ، نجد أن عدد متابعيهم على منصات التواصل الاجتماعي قليل جداً ، يكاد لا يُذكر. بينما يحقق مشاهير السطحية والتفاهه والشهرة العابرة انتشارا واسعا وعدداً هائلًا من المتابعين، رغم أن محتواهم يفتقر إلى القيمة الحقيقية ويظل بعيدا عن الجدية والعمق .

نعم ، نحن لدينا من يمتلك مواهب جديرة بالظهور والانتشار الواسع ، مواهب كنبع الماء الذي لابد أن يخرج حتى لو كان من بين صخر ، ولا بد أن يُبهر ولو كان بين فكي أسد ، ولكنهم للأسف لم يجدوا النافذة التي يطلون من خلالها حتى اللحظة ، ربما بسبب أن الساحة تعج بالتافهين والسطحيين الذين سلبوا الأضواء عن هؤلاء ، فكلنا ندرك أن الساحة أصبحت مفتوحة وبسهولة للجميع في سباق مع الصدارة لمن لا يستحقها ، ولذلك يعزف العديد من المبدعين عن الأضواء التي سلبها منهم هؤلاء التافهين ..

إنني أكتب الآن وكلي حزن على مواهبنا ومبدعينا ، فلابد من يد قوية من خلال الأمواج تمتد لهؤلاء الغرقى ، وتقف معهم وتساندهم ،
نعم ، لدينا المفكر والمخترع والشاعر والأديب والكاتب …الخ ، أين هؤلاء من الصدارة والظهور ؟!
هل أصبحت الساحة فقط حكراُ على التافهين والسطحيين الذين لهم نصيب الأسد من المشاهدات والمتابعين ؟!
ومن يقف خلف ذلك كله ؟!
أهو الجمهور السطحي الذي أوصلهم لهذه المكانة وهذا الإنتشار الواسع ؟
أم هناك أيدٍ خفية وراء ذلك ؟!

نائبة رئيس التحرير 

 

 

ابتسام عبدالعزيز الجبرين

نائبة رئيس التحرير

‫2 تعليقات

  1. مقال يُلامس وجعاً حقيقياً في واقعنا المعاصر حيث تغيب النوعية وتسطع الكمّية.
    أصبحنا نعيش زمناً تُمنح فيه الصدارة لمن يصرخ لا لمن يفكر ومن يرقص لا لمن يكتب ومن يثير الجدل لا لمن يبني وعياً.

    لكن رغم الضجيج تبقى الموهبة الحقيقية كالماء إن وُجدت لا بد أن تجد طريقها للخروج.
    وربما نحن بحاجة لصوت جماعي يصنع فارقاً يروّج للمحتوى القيم ويدفع بالمبدعين إلى الواجهة التي يستحقونها.

    إن كنا نلوم الجمهور أحياناً فعلينا كذلك أن نُعيد التفكير في مسؤوليتنا كأفراد ومؤسسات:
    هل نشارك في دعم أصحاب الفكر؟
    هل نمنحهم المساحة؟
    أم نكتفي بالمشاهدة والتذمر؟

    السطحيون قد يملكون الانتشار المؤقت لكن أصحاب القيمة يملكون الأثر الباقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى