كُتاب الرأي
القبول والتعايش بين الزوجين

د. سالم بن رزيق بن عوض
القبول والتعايش بين الزوجين
تظل الكلمات والعبارات الجميلة والعميقة التي قالها المأذون الشرعي عند عقد القِران والزواج للولي قل : زوجتك ابنتي فلانة ! وقوله للزوج : قل قبلت الزواج من ابنتك فلانه ، تظل تلك العبارات والكلمات حاضرة حقيقة في مراحل الحياة الزوجية والأسرية مهما طالت تلك الرحلة الممتعة!
تلك العبارات والكلمات التي رددها كلٌ من الأولياء الكرام والأزواج الأفاضل ! وكانت في معيار الشرع هي شروط الزواج والتي لا تسقط ولا تنسى أبداً !!
الأصل الأصيل أن تبقى تلك الكلمات والعبارات الشرعية حاضرة متجددة محفزة بين الأزواج والزوجات على مدار رحلة الحياة الزوجية والأسرية السعيدة .
فلا أجمل ! ولا أفضل ! ولا أحسن ! أن يردد الأزواج الأفاضل والزوجات الفاضلات ؛ تلك الكلمات والعبارات الخالدة في بدايات الحياة الزوجية من الإيجاب والقبول كما يقول الشرع الحنيف ! كلما خبت أشعة الشوق بينهم ! وكلما اضطربت بينهم سفينة الحياة الزوجية ! وكلما أطلت التحديات والصعوبات والعقبات والمشكلات برأسها بينهم !
إن الفهم والوعي السليم والنفيس يقول : إن مرحلة عقد القِران بين الأزواج الأفاضل والزوجات الفاضلات مرحلة ولدت مشرقة ومضيئة !! لتبقى مشرقة ومضيئة بينهم ! ولتكون مصدراً ومنبعاً للسعادات الزوجية والأسرية السعيدة على طول الحياة الزوجية والأسرية السعيدة!
الحقيقة في طبيعة الإنسان أن فيه الصفات والسمات والكمالات الفاضلة الحسنة الطيبة الجميلة ؛ وكذلك النفس الأمارة بالشرور والحسد والحقد والغموم والهموم والتي تميل إلى الكذب الغش الفجور ومساوئ الأخلاق ! هكذا هي الصفات والسمات الطبيعية في بني الإنسان!
والأزواج والزوجات فيهم من تلك الصفات والسمات من الفضائل والرذائل الكثير منها ؛ بحكم الطبيعة ! وبحكم التربية والتنشئة التقويم والقدوة والهمة العالية والكرامة !
فمن الأزواج منهم آية في الأخلاق والفضائل ! ومنهم دون ذلك ؛ وكذلك من الزوجات منهن آية في الأخلاق والفضائل الحسنة الطيبة الجميلة ومنهن دون ذلك ، وهكذا الناس جميعاً !
ولذلك كان من شروط الزواج الدائمة والمستمرة الباقية بقاء الزواج نفسه ؛ شرط القبول للزوج كما هو ! والقبول للزوجة كما هي !
ففي فترة الخطوبة والملكة ( بعد عقد القِران ) تكون الأخلاق والفضائل والتحايا في غاية الروعة والجمال والرقي بين جميع الأزواج الأفاضل والزوجات الفاضلات ويحاول كل طرف أن يقدم أجمل وأفضل وأحسن ما لديه من الأخلاق والفضائل الجمالية الظاهرة والباطنة!
وقد تستمر تلك الصور والمناظر الجمالية بين الأزواج والزوجات بعد الزواج ! وبعد نهاية شهر العسل أو الشهور الخمسة الأولى من الزواج ؛ ليظهر بعد ذلك كل زوج منهم على الطبيعة والصورة الحقيقية التي كان عليها قبل الزواج!
يظن بعض الأزواج وهو يشاهد بعض النقائص والعيوب في الزوجات قبل الزواج أنهم قادرون على التغيير بعد الزواج ، وكذلك بعض الزوجات ترى بعيونها بعض الأخطاء والحماقات أو النقائص والعيوب في بعض الأزواج فتعتقد وتظن أنها قادرة على التغيير بعد الزواج !
ودون ذلك خرط القتاد ! أي من الصعوبة بمكان أن يحدث التغيير المنشود !
لذلك كان خلق القبول والتعايش بين الأزواج الأفاضل والزوجات الفاضلات هو الخلق العظيم المبارك ، ولا يتحقق إلا بعدد من العوامل والمؤثرات منها :
أولاً: الزواج في حقيقته عبادة وقربة عظيمة يتقرب بها الأزواج والزوجات إلى الله تعالى .
ثانياً: معرفة حق الله تعالى على الأزواج والزوجات والإتفاق على أداء ذلك الحق .
ثالثاً : التأكيد على قيام الأزواج بالواجبات والمهام والمسؤوليات المنوطة بهم دون غيرهم.
رابعاً : التأكيد على قيام الزوجات بالواجبات والمهام والمسؤوليات المنوطة بهن دون غيرهن .
خامساً: الإتفاق على أن الاختلاف بين الأزواج والزوجات طبيعي ! وطبيعي جداً !! وعليهم فتح الحوار والحديث الهادف بينهم في جميع الأحداث والوقائع اليومية والأسبوعية والشهرية.
سادساً: التعاون والتكاتف والتآلف والمحبة والرأفة والرحمة بين الأزواج والزوجات وإظهار الإهتمام بين الأزواج للزوجات وبين الزوجات الكريمات للأزواج الكرام .
سابعاً: التكيف الكامل مع أنماط شخصيات الأزواج للزواجات وأنماط شخصيات الزوجات للأزواج.
ثامناً: التغافل بين الأزواج والزوجات خلق وسلوك عظيم وعدم رصد الأخطاء والهنات والسلبيات والمقارنات الظالمة ، والوقوف عندها وفتح ملفات المساءلة والمحاسبة على كل صغيرة وكبيرة .
تاسعاً: التسامح والعفو والصفح بين الأزواج والزوجات خلق من الأخلاق وفضيلة من الفضائل النبيلة الجميلة .
عاشراً: المحافظة على دعاء الله تعالى بالهداية والإستقامة والتوفيق والسداد والبركة والصلاح من الأزواج الأفاضل للزوجات الفاضلات ومن قبل الزوجات الكريمات الكيسات للأزواج الكرام.