✍️ مهارات الإتصال في عالم الاختلاف

✍️ مهارات الإتصال في عالم الاختلاف
بقلم/د.عبدالإله محمد جدع
✔️في فلسفة الاختلاف تنهض فكرة أزلية.. أنّ خالق الكون أراد أن تكون القلوب متباينة.. والعقول متفاوتة، ليهيئ لكلٍّ طريقه.. فليس الناس كائنات متشابهة تُساق إلى مصير واحد.. بل هي أرواح تتقاطع وتتباعد تحت سماء واحدة.. وهنا يتجلى معنى قوله تعالى: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، ولا يزالون مختلفين) ، فالاختلاف ليس لعنة بل هو تجلٍ للحكمة..
✔️في هذه الرحلة البشرية تصادف وجوها مختلفة.. فثمة إنسان مألوف يفيض بالبساطة والصفاء والنقاء.. يعاملك بحبّ دون أن يحصي عليك عثراتك.. وآخر يحمل بداخله ظلالا من الحسد يترجمها حِدّة وجفاء.. وثالث يتقن لعبة المراوغة.. يبتسم لك وهو يتربص بك.. ورابع لا يرضيه شيء.. يعيش في صراع دائم مع نفسه والحياة.. !!
وحين التعامل معهم.. يُنصح بأن يكون الرد برفق ولين: (ادفع بالتي هي أحسن) ، فمن أحسن إلى غريمه قد يُطفئ شرارة العداوة.. ويحوّلها إلى صحبة، ومع ذلك.. هناك قلوب مغلقة مظلمة، لا ينفذ إليها نور وهذه خارج استطاعة البشر.. وتجاهلها وربما هجرها.. يحقق السلام النفسي ويكفينا شر
الصراع والجدال..
✔️غير أنه لا يمكن الهروب من الاختلاف مطلقا.. ومن أجل ذلك نحتاج للمهارات التي تمنحنا القدرة على فهم الذات وفهم الآخر.. تصبح بمثابة بوصلة في بحر الحياة للوعي بذواتنا.. وإدارة مشاعرنا.. ومشاعر الآخرين.. ووفقا لعلم النفس المعاصر.. تقوم مهارات التواصل الفعال على ركائز الذكاء العاطفي.. كالوعي بالذات، وتنظيم الانفعالات، والتعاطف، وإدارة العلاقات.. مما يساعد على بناء جسور مع الآخرين.. وبهذا المعنى يكون الاختلاف فرصة للتعمّق في النفس والارتقاء بها.. لا مساحة للنزاع والإقصاء.
كاتب رأي