كُتاب الرأي

يومٌ واحد

نعيمة البدراني

قد يكون في الكتابة دواء، وقد يكون فيها ألم ،
بعض الشعور من الخير أن يكون حبيس القلب، ولا يظهر .
أعيش ُبعض الشعوركماهو ، بلا توقف ،ولا تأمل، بلا كتابة.
يمر وينطفئ، وإن كان يمارس الظهور بين حين وآخر
يمضي ،وإن طال .
حتما سينقضي ،فلمَ السير على صفيح ساخن، أحترق به وأنا أكتب.
وأحيان أكون في قمة السعادة
ولاأبحثُ عن قلم ، ولا أسطر الكلمات .
في الكتابة أنا حبيسة يوم بذات الشعور ،ذاك البوم الذي لم أرغب بكتابته.
يوم صبغني بلون يراه الأخرون في نظرة عيني وإتكاء كلماتي على زوايا الحذر .ما فرغت ُمن المشاعر ،وإن كنت أحاول.
إنها تختبي، بين زوايا القلب ، وفي رتوش القلم
مشاعر لم تغادر .
أقلامنا نتاج يوم قد عبر ، وربما مازلنا عالقين به إلى اليوم وقد تركنا منذ أعوام.
هو يوم في الذاكره لا يُنسىي ولاينقضي، باقي مع بقاء الذكريات
وإن كان يوم….. هو يطغى ويتسرب للعروق
يتناوب الحضور بين الخيبات والندم.
‏يكسو حياتنا بطابع معين ونمط واحد ووتيرة لاتتغير.
هو يوم، ولكلٍ حسابه الخاص ،قد تكون دقيقة اختصرت حكاية،أو ثانية قتلتنا بكلمة.
هو يوم لا يقاس بالزمن ولا يُحسب بالساعات قد ياخذُ منّا عمرنا كله، يوم ارتبط بموقف جرح ، وداع ، خيبة …الخ
قد يكون يوم حقيقى بعددالساعات ، وجدنا فيه من المعاناه مالايجعلنا ننساه
يوم صبغنا بهذهِ الملامح التي لاتزول
وبهذا الصوت الذي لايتغير، بهذا الرأي ،وهذا المعتقد .
يومك هو الذي جعلك تميل لهذا الامر وتترك آخر
تعشق هذا البلد ، ولاتطيق البقاء بآخر
يوم ميّزك بشخصية خاصة ، وحضور معروف
يوم جعلنا هكذا بهذا الشعور الذي يسكنني و يسكنك الآن .
كيف تشعر ؟
ستذكر ذاك اليوم ، الذي جعلك كما أنت الآن
‏ وإن جاء استثناء ، مُبهج ،ومضئ ، وسعيد،
‏يمر وينتهي بلا كتابة.
‏كومضة لامعة في كومة حزينة
كاالبكاء الذي توقفه الشهقة
‏نحن_ الذين _أرهقنا ذلك اليوم القديم،
‏لا نقدر على الصمت ،ولا على البوح
نحن نكتب ، نسطر النبضات حروفا، وننظم الوجع قوافي.
نكتب يوما واحدا ، يتسربُ في باقي الأيام
‏ثمةأعين ستمر وبعض القلوب ستفهم ،
‏وتخرج ملكيّة الشعور لهم يشاركونا تفاصيله .
‏وعندما نقرأ ماكتبنا نعجبُ من صعوبة الشعور الذي حملناه .
وقد نتنصل منهُ وننسبه لغيرنا ، مقتبس ،أعجبني، أو قرأت…الخ
‏وكأن الحزن والمعاناة جريمة تستحق العقاب
‏والمؤلم أن الإبداع في الكتابة مرتبط بحجم المعاناة، كلما عذبتنا المشاعر ؛أبدعت أقلامنا
ويأتي السؤال هل الفرح يًكْتَب بالحروف أم أنه يُعاش.
أعتقد أن الحروف ،جُعِلتْ لنزف الوجع بمعانٍ
‏لم أجد شخصا سعيدا يكتب،
‏بل وجدت جموع حزينة تتناوب التأليف،
‏مرة أخرى هل خلق الفرح لنحياه ؟؟
‏و الوجع لِيًكتب ويدفن في حبر الأقلام؟؟
عندما تسألت لمَ نكتب الألم ؟
ونعيش الفرح ، بلا كتابة ، وأنا أقصدُ نفسي.
قال أحدهم :ربما لأن الفرح له سبل كثيرة للتعبير
‏بينما كتابة الوجع تحتاج قلم وصدق .
هل كتب أحدكم شعور اليوم السعيد عندما عكف على تدوين أحد الأيام؟؟

كاتبة ومؤلفة وقاصة

نعيمة محمد البدراني

كاتبة رأي و خواطر وقصص

‫16 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى