كُتاب الرأي

(يداك أوكتا وفوك نفخ )

محمد سعد الربيعي

 (يداك أوكتا وفوك نفخ )

تطرقت في الكثير من المقالات التي نُشرت في صحيفتنا اخر اخبار الارض لما تعرضت له غزه ، من تدمير ممنهج من العدو الاسرائيلي نتيجة ماقامت به حركة حماس وزعمائها الذين يتجولون مابين الدوحة والقاهرة واسطنبول ، ويديرون حرب غزه من فنادقهم ذات السبعة نجوم .
كان غزوهم المسمى بطوفان الاقصى كارثة بكل ماتحمله الكلمة ، وعلى سبيل المقارنة فقط عن كيفية غزه قبل وغزه بعد ، نجد فرقاً مخيفاً ومروعاً لما وصل له الحال في المدينة فقط ، وكيف آل حال غزه التي كانت تنعم بكل ماتنعم به المدن من بنية تحية وشوارع ومباني وحركة تجارية ومستشفيات الخ ، ومن يلاحظها الان لايجد الا أكواماً من الأتربة ومخلفات الحرب التي أهلكت الزرع والضرع .
بالطبع هذا خلاف مافقده الغزيون من تشتت أسري ، وشهداء ومصابين ، وجوعى وحالة بشرية لايمكن تصورها في هذا العصر الحديث ، كل ذلك نشأ من عدوٍ لايرحم ، إستغل هذه الحركة (حماس ) وركب على ظهر قيادتها دون أن تتلطخ أرجل جنود العدو بوحل غزه التي أصابها الوهن بل التدمير لكل شيء يتحرك فيها .
الشاهد في هذا المقال أن مافعلته حماس بطوفانها لايمكن أن يكون هناك ذو عقلٍ خطط لهذا الغزو التي أهلكت الأخضر واليابس ولم يحسب حساب ذلك ، وما ستؤول له النتائج ، ولعل من يتابع مجربات الاحداث الان ، وما تقوم به بعض الدول العربية وبالتحديد المملكة ومصر وقطر لايقاف نزيف غزه ، ومنع اعادة احتلالها ، يلاحظ التعنت الاسرائيلي وإصراره  على تنفيذ خطته .
أقول أنه يجب محاكمة قادة غزه ، وإنزال أقسى العقوبات ضدهم  ، بالطبع هم معروفين ، ويعملون ليل نهار لمحاولة تأجيج الشارع العربي ، ولهم مطالب يرغبون تنفيذها في يوم الجمعة القادم ، وهم يرون الاردن الحلقة الأضعف في ذلك نتيجة تخادم مكون تنظيم الاخوان في عمان مع هؤلاء الأشرار الذين دمروا غزه ، ويريدون تدمير الاردن ويرونه نصراً للفلسطينيين وهم بذلك يرون أيضاً أن نشر الفوضى في الدول العربية هو هدف سامي لهم ويأتي في هذا التوجه حيث بعد الاردن مصر وهكذا دواليك!
       وعوداً على بدء في عنوان مقالنا (يداك أوكتا وفوك نفخ )، هذا مايجب أن يقال لخالد مشعل وخليل الحية ومحمد نزال وموسى مرزوق واسامه حمدان ومحمود الزهار وغيرهم ، وهم  أيضاً من يجب محاكمتهم ! الان تحاول حماس وقادتها وتستجدي العرب في ايقاف اعادة احتلال غزه في مواجهة عدوٍ لايرحم ، ويصر على خطته التي ساعدته في تنفيذها حماس وقادتها المتباكون على القضية ، تحت إدعاء  المظلومية التي لقنتها لهم ايران المجوسية ، وورطتهم في هذه الحرب التي أرادتها حماس وطهران مجتمعتين ، وزيارة الرئيس المصري اليوم للمملكة ولقائه بولي العهد الامير محمد بن سلمان يحفظه الله هي محاولات دؤوبة تقوم بها المملكة التي جيشت كل دول العالم ضد العدو الاسرائيلي ، ومصر لها دور بالغ الأهمية وزيارة السيسي اليوم ولقائه بولي العهد كما أسلفت في المملكة هي بالتأكيد محاولة أخيرة لمنع إنزلاق الوضع في المنطقة ، وبالتالي تتحقق رؤية حماس وايران في جر المنطقة لحرب كونية لاتحمد عقباها .
نتنياهو يهرب الى الامام كما قيل عنه ، حيث يتهرب من المحاسبة ويعيش في هوسٍ مريب مع جوقة من وزرائه في الليكود المتطرفين الذين يعدون كمصاصي دماء، والملاحظ أنهم سيعيدون احتلال غزه ، وربما هو بداية التهجير لأهلها ، والمحاولات العربية على قدمٍ وساق في محاولة ايقاف هذا التهور الاسرائيلي الذي يقوده نتنياهو ، وهو يعرف الى أين يذهب لأنه لايعمل لوحده بل تساعده حماس وقادتها في تحقيق أهدافه الارهابية.

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى