التعالي بين الجيران والأقارب… كسر لا يُرى لكنه يُؤلم

سويعد الصبحي
التعالي بين الجيران والأقارب… كسر لا يُرى لكنه يُؤلم
الجيرة وصلة الرحم علاقات إنسانية راقية تقوم على الاحترام والمودة والمساندة لا على التفاخر أو الاستعراض.
ومن المؤسف أن نرى بعض من يدخل على الجيران أو الجارات أو حتى الأقارب بروحٍ تنافسية متعالية فيبدأ بتعداد ما يصرفه على ضيوفه أو ما يقدمه في مجالسه وكأن العلاقات الطيبة ميدان للمفاخرة لا للمحبة.
هذا التصرف لا يضيف قيمة حقيقية لصاحبه بل قد يزرع الحرج في قلوب من حوله ويكسر شيئًا في نفوس من لا يملكون ذات القدرة المالية.
لا الجار ولا القريب مطالب أن يكون مثلك في كل شيء وليس من العدل أن تقيس مكانة الناس بمستوى ضيافتهم أو ما يقدمونه.
حين يُنتقد من يقدم أقل أو يُلمّح له بالتقصير فقد يشعر بالخذلان وقد ينكفئ على نفسه ويبتعد عن المجالس خوفًا من المقارنة أو التقليل.
وهكذا بدل أن تكون الجيرة وصلة الرحم بابًا للتآلف تصبح مصدر حرج وضغطٍ نفسي وسببًا في الانسحاب.
التواضع زينة الكرم ومراعاة الناس خلق لا يُقدّر بثمن.
فليتنا نتذكر أن أجمل ما في الجيرة والأقارب هو الشعور بالقبول والطمأنينة لا بالمنافسة والاستعلاء.
الكرم من العادات الحميدة التي نعتز بها
لكن يبقى في أجمل صوره حين يكون من المقتدر
ويبتعد عن الإسراف والمفاخرة.
فالمجالس تُبنى بالمحبة لا بكثرة الأطباق
والنفوس تُكسر حين يُربط التقدير بمستوى الضيافة.
كاتب رأي وإعلامي