زاوية ثقافة الطفل
التعامل مع الطفل غير مؤدب

بقلم الكاتبة/ جوهرة ال صالح
التعامل مع الطفل غير مؤدب
تُعد مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي تُبنى فيها القيم والسلوكيات التي تُلازم الفرد طوال حياته. ومن السلوكيات التي قد تثير قلق الوالدين والمربين، أن يُظهر الطفل تصرفات غير مؤدبة عند مقابلة الآخرين، مثل التلفظ بألفاظ غير لائقة، أو ضرب الأطفال والبالغين، أو عدم احترام الكبار.
أسباب هذا السلوك:
لفهم هذا السلوك والتعامل معه بشكل فعّال، من المهم أولاً البحث عن أسبابه، ومنها:
غياب التوجيه السليم: قد لا يكون الطفل قد تعلّم بعد الحدود المقبولة اجتماعياً، خاصة إذا لم يحصل على التوجيه المناسب في المنزل أو المدرسة.
محاكاة سلوك الآخرين: الأطفال يتعلمون بالتقليد، وإذا رأى الطفل أحد الوالدين أو الكبار يتحدث بأسلوب غير مهذب، فغالباً ما سيقوم بتكراره.
الرغبة في جذب الانتباه: في بعض الأحيان، يقوم الطفل بسلوك سلبي ليحصل على الانتباه، حتى وإن كان ذلك الانتباه سلبياً.
اضطرابات سلوكية أو نفسية: أحياناً يكون السلوك العدواني نتيجة لمشكلات أعمق، مثل اضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه أو القلق أو التوتر.
غياب القدوة الحسنة: إن لم يكن في حياة الطفل نموذج يُحتذى به في التعامل باحترام وأدب، فسيجد صعوبة في التمييز بين السلوك المقبول وغير المقبول.
كيفية التعامل مع الطفل غير المؤدب:
الهدوء وعدم الانفعال: عند مواجهة سلوك غير مهذب، من المهم أن يبقى الكبار هادئين. فالصراخ أو العقاب القاسي قد يزيد من عناد الطفل.
تعليمه الحدود: يجب على الوالدين والمربين أن يوضحوا للطفل السلوك المقبول وغير المقبول بطريقة بسيطة ومباشرة.
القدوة الحسنة: يتعلّم الطفل من خلال الملاحظة؛ لذا يجب على الكبار أن يكونوا نموذجاً للتهذيب في تعاملاتهم اليومية.
تعزيز السلوك الإيجابي: مدح الطفل وتشجيعه عندما يتصرف بطريقة مهذبة يُعزز من هذه السلوكيات ويُشجعه على تكرارها.
عدم الضحك أو التجاهل: بعض الأهالي يضحكون عندما يتفوه الطفل بكلمات غير لائقة، مما يرسخ هذا السلوك. يجب أن يكون الرد حازماً، ولكن غير عنيف.
توفير بيئة مستقرة: الأطفال بحاجة إلى بيئة آمنة ومليئة بالحب والاحترام، لتعلم السلوكيات الإيجابية.
طلب مساعدة مختص: إذا استمر السلوك العدواني أو زاد حدته، قد يكون من المفيد استشارة أخصائي نفسي أو تربوي لتقييم الحالة وتقديم الإرشاد المناسب.
وأخيرا
يجب أن نتذكر أن الطفل لا يُولد وهو يعلم قواعد الأدب والاحترام، بل يحتاج إلى التوجيه والصبر والمتابعة. وبالأساليب التربوية الصحيحة، يمكن تحويل السلوك السلبي إلى إيجابي، وبناء شخصية متزنة قادرة على احترام الذات والآخرين