وفاة العالم الجليل فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي رحمه الله تعالى

وفاة العالم الجليل فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي رحمه الله تعالى
المدينة المنورة – خالد الفريدي
انتقل إلى رحمة الله تعالى، فجر يوم الخميس 9 يوليو 2025م (14 ذو الحجة 1447هـ)، فضيلة العالم الجليل الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي، أحد أبرز العلماء والدعاة في العالم الإسلامي، والمشهور بعلمه الغزير، ودعوته الوسطية، وحرصه على نشر العلم الشرعي الصحيح.
وقد خلف الشيخ ربيع بن هادي المدخلي إرثاً علمياً وثقافياً عميقاً، حيث كان من أعمدة العلم والفقه في المملكة العربية السعودية وخارجها، معروفاً بمحاضراته القيمة، وكتبه المؤثرة التي تُدرس في العديد من المؤسسات العلمية، ومواقفه الواضحة في نصرة السنة والدعوة إلى الاعتدال ونبذ الغلو والتطرف.
ونعى العلماء والدعاة وطلاب العلم الفقيد ببالغ الحزن والأسى، مؤكدين أن رحيله خسارة كبرى للأمة الإسلامية، لما كان له من دور بارز في نشر العلم وحماية العقيدة، وإرشاد المسلمين إلى سبيل الحق والوسطية.
كما عبّر عدد كبير من المحبين والمؤمنين عن حزنهم العميق لفقدان هذه الشخصية العلمية البارزة، داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويرفع درجاته في عليين، ويغفر له جميع ذنوبه، ويخلفه في أهله وطلابه بخير.
وقد صُلّيت عليه صلاة الجنازة يوم الخميس 9 يوليو 2025م بعد صلاة الظهر في المسجد النبوي الشريف، وشارك في التشييع جمع غفير من العلماء والطلاب وأهل العلم، وجموع المصلين من مختلف المناطق، وتم دفنه في مقبرة بقيع الغرقد بالمدينة المنورة، تحقيقاً لرغبته بأن يُدفن بجوار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولد الشيخ ربيع المدخلي عام 1932م في قرية الجرادية بمحافظة صامطة بمنطقة جازان جنوب المملكة العربية السعودية، وتلقى تعليمه في المعهد العلمي بصامطة، ثم في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، حيث حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في السنة النبوية وعلومها.
عمل أستاذاً في الجامعة الإسلامية وتدرج في المناصب الأكاديمية حتى أصبح رئيس قسم السنة وعلومها، وأشرف على العديد من الرسائل العلمية. كما اشتهر بتدريسه في الحرم النبوي الشريف، حيث درّس كتب الحديث والعقيدة والمنهج السلفي لطلاب العلم من أنحاء العالم.
ترك الشيخ ربيع المدخلي إرثاً علمياً ضخماً في علوم السنة النبوية والمنهج السلفي، وقدم العديد من المؤلفات التي لا تزال مرجعاً هاماً في الدراسات الإسلامية.
كما ترك مئات المحاضرات والدروس المسجلة التي نُشرت في دور العلم والمكتبات الإسلامية حول العالم.
كان الشيخ المدخلي من أبرز علماء الجرح والتعديل في العصر الحديث، وبرحيله فقدت الأمة الإسلامية عالماً جليلاً ورمزاً من رموز الدعوة السلفية، لكن كتبه ودروسه ستبقى نوراً يهتدي به الأجيال القادمة من طلاب العلم والدعاة، ليواصلوا طريق الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
نسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يرزق أهله وذويه وطلابه الصبر والسلوان، وأن يحفظ الأمة من كل مكروه.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
الله يرحمه ويغفر له ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وأموات المسلمين .. آمين يارب