نمر من ورق في وجه العواصف

نمر من ورق في وجه العواصف
الضربة التي وجهتها إسرائيل يوم أمس إلى قلب إيران لم تكن مجرد عملية عابرة، بل كانت صفعة قاسية كشفت ضعف النظام الإيراني أمام الجميع. إسرائيل لم تكتف هذه المرة باستهداف مواقع ثانوية أو شخصيات من الدرجة الثانية، بل اخترقت العمق الإيراني ووصلت إلى قلب المنشآت النووية الإيرانية وقتلت الصف الأول من القادة العسكريين والأمنيين المسؤولين عن البرنامج النووي والدفاعات الإيرانية، في واحدة من أجرأ العمليات التي شهدها الصراع بين الطرفين.
هذه الضربة ليست بداية القصة بل هي حلقة متقدمة في مسلسل طويل يفضح ضعف إيران واختراقها الاستخباراتي حتى النخاع. اغتيال رئيس إيران إبراهيم رئيسي سابقا في حادثة سقوط مروحية مريبة، ثم مقتل الضيف السياسي الأبرز إسماعيل هنية خلال فترة وجيزة، واليوم يُستكمل المشهد بضربة موجعة في صميم القدرات النووية الإيرانية وبتصفية قادة الصف الأول. كل هذه العمليات تؤكد أن إيران أصبحت ساحة مفتوحة ومكشوفة وأن أجهزتها الاستخباراتية مخترقة بالكامل، لا تملك أي قدرة على حماية قادتها ولا منشآتها ولا حتى أسرارها.
ما حدث يثبت أن إيران تعيش على الشعارات، نمر من ورق يتحدث كثيراً لكنه عاجز أمام الحقائق على الأرض. لا طائرات إنذار مبكر، لا منظومة دفاع جوي قادرة على حماية سماء طهران، لا تنسيق عسكري حقيقي، ولا حتى قدرة على التنبؤ بالهجمات. العدو يدخل، ينفذ، يضرب، يقتل، ويخرج بسلام، وإيران تكتفي بالتهديد عبر الإعلام.
الدولة التي تدعي أنها قوة إقليمية عظمى تُضرب في عمقها النووي وتُصفى قياداتها في وضح النهار دون أن تحرك ساكناً ، هذه ليست دولة قوية بل وهم إعلامي يُصدَّر لشعبها، بينما الواقع يؤكد أنها مخترقة حتى النخاع وعاجزة عن حماية أهم رموزها.
إسرائيل، ومن خلفها من قوى دولية، أثبتت أن الوصول إلى عمق إيران أسهل مما تروج طهران لشعبها. مسلسل الضربات مستمر، ومشهد الأمس يؤكد للعالم أن إيران ليست إلا كياناً يتكئ على شعارات فارغة بلا قدرات حقيقية، دولة ضعيفة تتآكل من الداخل ولا تملك إلا استعراض الكلمات .
تركي عبدالرحمن البلادي