احترام الأنظمة في العمرة: مسؤولية تعكس قدسية المكان

فاطمه الحربي
احترام الأنظمة في العمرة: مسؤولية تعكس قدسية المكان
تعد العمرة من أعظم الشعائر الإسلامية التي يؤديها المسلمون تقربًا إلى الله، وهي تجربة روحانية تهدف إلى تعزيز القيم الدينية والانضباط السلوكي. ومع ذلك، يلاحظ بعض المراقبين تصرفات سلبية من بعض المعتمرين، تتجلى في عدم احترام الأنظمة والتعليمات، مما يؤدي إلى فوضى قد تعكر صفو العبادة وتؤثر على سلامة الآخرين.
تصرفات غير مسؤولة في الحرم
رغم الجهود التنظيمية التي تبذلها الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية، إلا أن بعض المعتمرين يتجاوزون القوانين بطريقة قد تؤثر على راحة الآخرين، مثل:
1. الجلوس العشوائي في الممرات: يعمد بعض المعتمرين إلى الجلوس في ممرات الطواف والسعي، مما يسبب ازدحامًا شديدًا ويعيق حركة الطائفين والساعين.
2. التزاحم وعدم الالتزام بالصفوف: عند الدخول إلى الكعبة المشرفة أو في المسعى، يتجاهل البعض ترتيب الصفوف، فيسود التدافع الذي قد يؤدي إلى إصابات.
3. إحضار الأطفال في أوقات الذروة: رغم توفر أماكن مخصصة للعائلات، يصر بعض المعتمرين على إدخال الأطفال إلى أماكن الطواف، مما يشكل خطرًا عليهم.
4. إلقاء النفايات وعدم الحفاظ على النظافة: يترك البعض مخلفاتهم في الأماكن المقدسة دون اكتراث، رغم وجود أماكن مخصصة للنفايات.
5. التصوير غير المبرر: ينشغل بعض المعتمرين بالتصوير في أماكن مزدحمة، مما يعرقل حركة الآخرين ويشتت أجواء الخشوع.
دور الجهات التنظيمية والتوعية
الجهات المعنية، مثل رئاسة شؤون الحرمين، تبذل جهودًا كبيرة لتنظيم الحشود وتسهيل أداء الشعائر، من خلال نشر فرق تنظيمية وتوفير الإرشادات الواضحة بلغات متعددة. لكن يبقى الالتزام مسؤولية شخصية تقع على عاتق المعتمر نفسه، إذ أن الالتزام بالأنظمة يعكس احترامًا للمكان ولحقوق الآخرين.
كيف نكون قدوة في العمرة؟
لكي نرتقي بمستوى أداء العمرة، يجب علينا الالتزام بالسلوكيات الإيجابية، مثل:
• اتباع الإرشادات وعدم تجاوز المسارات المحددة للطواف والسعي.
• المحافظة على النظافة والتخلص من النفايات في الأماكن المخصصة.
• تجنب التزاحم وإفساح المجال لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن.
• تعزيز روح التعاون وتقديم المساعدة لمن يحتاجها.
وفي الختام
العمرة ليست مجرد رحلة عبادية، بل هي اختبار حقيقي للأخلاق والانضباط. لذا، فإن احترام الأنظمة والتعليمات لا يقتصر على الالتزام بها فقط، بل هو دليل على وعي الإنسان بمسؤوليته تجاه الآخرين واحترام قدسية المكان. إذا التزم كل معتمر بهذه القيم، فإن تجربة العمرة ستظل روحانية خالصة، خالية من الفوضى والمنغصات