وراء نجاحي حكمة، هذا ما عطاه الله

وراء نجاحي حكمة، هذا ما عطاه الله
تقبل أفكار البشر وفهم سلوكياته حيث قال الله تعالى: “وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ” (الشورى: 10).
هذه الآية تُذكّرنا بأن الحكم النهائي لكل اختلاف يعود إلى الله، مما يدعونا إلى التأمل في كيفية التعامل مع تنوع الأفكار والسلوكيات بين البشر.
عبارة “هذا ما عطاه الله” تحمل في طياتها حكمة عميقة، تدعو إلى التسليم بأن ما يملكه الإنسان من أفكار، قدرات، وسلوكيات هو جزء من تقدير الله له، وهي دعوة للتعامل مع الآخرين برحابة صدر وحكمة.
تقبل الأفكار المختلفة
فتقبل أفكار الآخرين لا يعني بالضرورة الموافقة عليها، بل يعني الإقرار بأن كل إنسان له خلفيته، تجاربه، وقيمه التي شكلت طريقة تفكيره.
الحكمة في التعامل مع هذا التنوع تكمن في الانفتاح على الاستماع والحوار دون إصدار أحكام متسرعة.
فالحكيم هو من يستطيع أن يرى الخير حتى في الاختلافات، ويستخلص منها ما يفيد.
بتقبل الأفكار المختلفة، يمكننا اتباع جملة بسيطة لكنها عميقة: “اختلافك معي لا يعني خطأك، بل يعكس زاوية رؤيتك”. هذه الجملة تُذكّرنا بأن كل إنسان يرى العالم من منظوره الخاص.
فهم السلوكيات البشرية يبدأ من إدراك أن كل تصرف هو نتيجة عوامل متعددة: البيئة، التربية، التجارب الشخصية، وحتى الظروف النفسية. عندما نرى سلوكاً غريباً أو غير متوقع، يمكننا أن نسترشد بجملة: “كل إنسان يحمل قصة لا نعرفها”. هذه الجملة تدعونا إلى الصبر والتأني قبل الحكم على الآخرين، وتشجعنا على السعي لفهم الدوافع وراء سلوكهم.فالحكمة في التعامل مع التنوع البشري إن عبارة “هذا اللي عطاه الله” ليست مجرد تسليم بالقدر، بل هي دعوة للتعامل مع الناس بحكمة وتفهم. كل إنسان هو خلقٌ إلهي، يحمل في داخله مزيجاً فريداً من الأفكار والسلوكيات. تقبل هذا التنوع لا يعني التخلي عن مبادئنا، بل يعني الاعتراف بأن الحقيقة قد تكون متعددة الأوجه، وأن النقاش والتفاهم هما السبيل للوصول إلى الحلول المشتركة.في النهاية، لنتمسك بالحكمة التي وهبها الله لنا في التعامل مع الآخرين. لنستمع بقلب مفتوح، ننتقد برفق، ونفهم بعمق. كما قال الشاعر:
“وَعَاشِرِ النَّاسَ بِالْحُسْنَى تَجِدْهُمْ ** يَصْفُونَ لَكَ الْوُدَّ مِنْ قَلْبٍ صَفِي”.
عش مع الناس بحسن نية وتفهم، تجدهم يقابلونك بالود والاحترام.
بقلم الكاتبة /منال أحمد الخريصي