واجب الدعاء لولاة أمرنا

بقلم: إبراهيم النعمي
واجب الدعاء لولاة أمرنا
إن الدعاء عبادة عظيمة، وركن من أركان التوكل على الله واللجوء إليه، وقد حثّنا ديننا الإسلامي الحنيف على الدعاء، وعدّه من أعظم أسباب دفع البلاء قبل وقوعه، ورفعه بعد نزوله.
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ».
وقال الله تعالى:
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ، أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186].
وقال سبحانه:
﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ، إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي، سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60].
وقد جاء في الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«الدعاء هو العبادة»، ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾.
بل إن الدعاء للمسلمين بظهر الغيب من أعظم القربات، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«دعوةُ المرءِ المسلمِ لأخيه بظهرِ الغيبِ مستجابةٌ، عند رأسِه ملكٌ موكَّلٌ، كلما دعا لأخيه بخيرٍ، قال الملك: آمين، ولك بمثل» (رواه مسلم).
كما قال صلى الله عليه وسلم:
«ما من مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحمٍ، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجّل له دعوته، أو أن يدّخرها له في الآخرة، أو أن يصرف عنه من السوء مثلها». قالوا: يا رسول الله، إذن نكثر! قال: «الله أكثر» (رواه أحمد وصححه الألباني).
ومن أعظم ما يُدعى به: الدعاء لولاة الأمر، فهم رعاة الأمة، وصلاحهم صلاح للرعية، وأمن للوطن، واستقرار للعباد والبلاد.
قال الفضيل بن عياض – رحمه الله –:
“لو كانت لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان، فإذا صلح السلطان صلح العباد والبلاد”.
وقال الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله –:
“لو كانت لي دعوة مستجابة لصرفتها للإمام، لأن بصلاحه تصلح الرعية”.
وقال الإمام البر بهاري – رحمه الله –:
“إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان، فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح، فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله”.
وفي هذه الظروف العصيبة التي تمر بها أمتنا العربية والإسلامية، ومع ما نشهده من تكالب الأعداء، وفي ظل ما يعانيه أهلنا في اليمن الحبيب من فئة باغية حوثية مدعومة من المجوس، فإنه من الواجب علينا أن نكون صفًا واحدًا خلف قيادتنا الرشيدة.
كما يجب علينا أن نتضرع إلى الله مخلصين، سائلين إيّاه أن يحفظ ولاة أمرنا، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وأن يديم على وطننا نعمة الأمن والاستقرار، ويحفظ جنودنا البواسل في الحد الجنوبي وفي كل حدود الوطن.
اللهم احفظ لنا قيادتنا ووطننا، وانصر جنودنا، وأدم علينا نعمك ظاهرة وباطنة.
إنك سميع قريب مجيب الدعاء.
كاتب رأي