هون عليك يا صاحبي

هون عليك يا صاحبي
المهندس علي محمد الماجد
التقيت في أحد المناسبات برهطٍ من الأصدقاء القدماء و جلسنا نتذاكر الماضي الجميل وكيف كان لهونا في غاية الخطورة مثل انتقاء بيت تحت الإنشاء ونتحدى من يقفز أعلى، من الدور الثاني أو الثالث إلى تل رملي بسيط في الشارع كالصقور، أو ملاحقة جرذان الحارة كالفرسان وقتلها وطرد الكلاب الضالة حتى قدمت العمالة الكورية في السبعينات واختفت الكلاب والقطط فجأة من الشارع، وكيف احتفلنا كلنا حين اشترى والد احد الأصدقاء الأثرياء ( أتاري ) وكنا نتناوب اللعب عليه.
كنا نضحك بكل براءة حتى أنفلت لساني و سألتهم
هل وجدتم الحب؟ أي منكم؟
خيم الصمت وتلاشت الضحكات وحدجوني بلا رحمة وانقذني إعلان وقت العشاء فلم يأكل أي منهم بشهية حتى لا تتفاقم أمراضهم .
اقتربت من أحدهم وذكر ت هون عليك يا صاحبي، إنما هي أيام ونَمْضِي فلا تحزن فكل ما فيها مُتعِب، وكل من فيها مُتعَب، الحمدلله أنها ليست دارنا وأن المستقر بجوار رب العالمين”.
وهنا فقد شهيته تماماً قائلاً (أنا لله وأنا إليه راجعون) ونهض من جانبي وتلاه الباقين فوجدت نفسي وحيداً فريداً أمام مائدة عامرة لم تمس. هنا اقترب مني شاب للتو قابل العشرين ومعه أصحابه ينظر إلى بحرج، فقلت له تفضل، ففعل هو وأصحابه. وكالعادة انتظروا ان أمد يدي فانا صرت كبيرهم، فمددت ومدوا.
كاتب رأي
🤣
بصراحة نص متميز و فيه حنين كبير للماضي وذكرياته وبرائة تلك الأيام.
.
ومن جهة أخري أقول لك إستمر إنت بطل وإنسان مبدع برغم فقد شهية الأكل الذي تسببت فيه للجماعة (الزعلانين).
تحياتي
نص دافئ يحكي عن حنين الطفولة وبراءتها، ثم يلتفت بحكمة إلى قسوة الحاضر وثقله، فجمع بين الضحكة والوجع في مشهد واحد.
ماأروع قلمك أستاذ علي