كُتاب الرأي

همسة في أذن الرجال

همسة في أذن الرجال

قد تكون كلماتي تحمل بعض التجاوز أو أنها تخرج عن المألوف الذي اعتدت عليه، ولكن لا بد من كسر النص أحيانًا لأن الرجال هم نبض الحياة. اخترت أن أوجه كلماتي لهم.

الرجل هو أبي، وأخي، وزوجي، وولدي. عندما نفقد أحدهم يهتز الكيان بأكمله، فلا تستطيع الأنثى تحمل أعباء الحياة بدونه، حتى وإن قاومت، فالثمن سيكون باهظًا.

يا معشر الرجال، رفقًا بالنساء كما وصاكم نبي هذه الأمة، واحفظوا الأمانات التي وُلّيتم عليها. ما أراه اليوم من إهمال وعدم اكتراث للحقوق والواجبات أصبح وضعًا كارثيًا ومستهانًا. اليوم أرى أزواجًا بلا زوجات، وزوجاتٍ بدون أزواج، وكأن الأمر فيه نوع من التخلي عن الواجبات من كلا الطرفين!

الأب في الماضي كان الراعي والمسؤول، له الدور الكبير في بناء أسرة صالحة ومجتمع متماسك، بالتعاون مع زوجة صالحة تراعي الحقوق والواجبات. لكن في عجلة الزمن تبدلت الأدوار، فلم أعد أرى آباء ذلك الزمن. لم تعد تلك القوامة والركيزة القوية. للأسف، تخلى آباء هذا الزمن عن دورهم الحقيقي في التربية والتعليم والإدارة، وأصبح لسان حالهم يقول: “أُمتع نفسي وأبسطها”، عبر السفريات، والأصحاب، والسهرات.

لم يدرك الرجل أنه يهدم كيانًا يصعب بناؤه من جديد.

استيقظوا، يا معشر الرجال، من غفلة قد تكلفكم عمرًا كاملًا من الندم حين لا ينفع الندم. انتبهوا لأُسركم وحافظوا عليها، تلمسوا احتياجاتهم، وابقوا في دفء العائلة وشاركوهم. فوالله، خلف جدران الغرف أرواح تستحق منكم الألفة، والحنان، والمشاعر.

أبٌ أو أخٌ أو زوجٌ، أنتم أساس البناء واللبنة الأولى. حين قررتم الزواج وبناء أسرة، أصبحت المحاسَب الأول. فاتقوا الله في الأمانة التي وُلّيتم عليها: أمك، أختك، زوجتك، وبنتك. هن الأمانات التي ستُسأل عنها.

أنتم الرعاة المسؤولون عن حمايتهن من أذى الحياة.

الإعلامية: فاطمة الحربي

فاطمة الحربي

كاتبة رأي وإعلامية

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى