همسات في قلوب الزوجات

همسات في قلوب الزوجات
تبقى للحياة الزوجية العوالم الجميلة التي صُنعتْ لها وفيها ، ولأجلها ! فيغلبُ الأنس والحب والود والتفاهم والتسامح أكثر ساعات النهار والليل للحياة الزوجية والأسريةالسعيدة ؛ وتسبح العينان دائما في العينين ، والروح في الروح ، والوجه في الوجه، والسكينة والراحة والسلامة ترفرف على أجواء البيوت الزوجية ، وتتهادى من هذه الأجواء الأفراح والسرور والسعادة والأمل والحبور ! هذا الذي يكاد يغمر القلوب والنفوس والأرواح بالمحبة والمودة والاهتمام والاحترام غمراً جميلاً !
قد تكون تلك الصور الجميلة الطيبة التي تتحرك في أرجاء البيوت الطيبة غير دائمة أو تتقلب مع تقلب الليل والنهار ولكن يبقى الغالب على الحياة الزوجية والأسرية أجواء المحبة والمودة والمشاعر الطيبة والسعادة والسرور التي تكاد تشرق من نواصي الأزواج والزوجات.
وحقيقة الأمر ؛ هذا هو الأصل والغالب في الحياة الزوجية الطبيعية، ساعات الأنس تبقى ساعات ! وهناك ساعات فيها ربما الاختلاف وعدم الرضا عن بعض المواقف في الحياة الزوجية لكن ما أسرع ما تعود الحياة الزوجية إلى جميل ووراف عهدها وجمال رونقها وإشراقة شمسها ! وإطلالة صباحاتها الباسمة الضاحكة على طلائع الأزواج والزوجات !.
عادة الجهود التي يقوم بها الأزواج في توفير الحياة الكريمة للأسرة وتوفير الاحتياجات الضرورية والأساسية من المساكن والمآكل والمشارب والمراكب والأمن والأمان والطمأنينة والهدوء والسكينة والراحة والسلامة عادة هذه جهود عظيمة ولا تقدر بثمن ولا ينالها شكر الشاكر مهما عملت الزوجات من الأعمال والأقوال والأفعال وقدمن من الخدمات لأزواجهن ؛ فيبقى ما يقوم به الأزواج الغاية في الضخامة والفخامة..
فعلى كل زوجة من الزوجات الكريمات العفيفات الفاضلات أن تنظرن نظر الزوجات العارفات العاقلات المتزنات إلى الأعمال والأعباء والمهام والمسؤوليات التي يؤديها أزواجهن! تلك الأعمال التي تأخذ صدر وطليعة أعمارهم اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية والعمرية!
فمنهم من يعمل مع الآلات! ومنهم من يعمل مع الأرض ! ومنهم من يعمل مع أجساد الناس ! ومنهم يعمل مع عقول الناس وقلوبهم ! ومنهم من يعمل في البر ! ومنهم من يعمل في البحر ! ومنهم من يعمل في الجو ! حتى يحصلوا في نهاية شهرهم على رواتب وأموال ، ينفقونها في الاحتياجات الضرورية والمتطلبات الأساسية لحياة كريمة للزوجات الطيبات ! أي أن الأزواج الأفاضل يضعون أموالهم وأوقاتهم في خدمة الزوجات الكريمات !.
في المقابل ما هو المطلوب من الزوجات الكريمات ؟
سوى حسن الاهتمام بأنفسهم وأولادهم وبيوتهم وحسن الاحترام وحسن الاستقبال لأزوجهن! وحسن المعاشرة بالمعروف وسهولة قضاء الوطر ! ومع كل ذلك تلقى كثيراً من الزوجات الغاضبات الساخطات على أزواجهن! والألسن تشكو ! والنفوس كارهه ! والعقول شاردة! والطلبات من الزوجات الكريمات لها بداية وليس لها فيما يبدو نهاية !.
وعندما يجتمعن في موقع أو مكان حتى على قنوات التواصل الإجتماعي فهن يشتكين! ويشتكين ! ويشتكين ! إحداهن تقول لصويحباتها وصديقاتها : لا فائدة من الأزواج ولا من الزواج ! والبقاء في منزل الوالد كان أبرك وأفضل ! ولديها نصف درزن من الأولاد من البنات والبنين؟!
وأخرى تقول : لم أترك شيئاً إلا عملته له وخدمته فيه ! وهو مع كل ذلك غير راض عني ! ويهددني بالليل والنهار ! بالزواج بالثانية ! وهي في حقيقتها لديها عاملة منزلية ! وعاملة أطفال ! وعاملة لبقية شؤون البيت !
ومع كل ذلك فإن على الأزواج يواصلوا العمل والصبر والتحمل والتسامح والستر والمغفرة والعفو والصفح والتغافل والقبول لأجل الحياة الزوجية والأسرية السعيدة.
وعلينا أن نهمس في قلوب الزوجات فنقول :
الهمسة الأولى: على جميع الزوجات الكريمات الطيبات الطاهرات أن يعلمن أن الأزواج نعمة عظيمة وكريمة ساقها الله تعالى إليهن ! وربما حرمن بعضهن من تلك النعمة العظيمة.
الهمسة الثانية: للأزواج عليكن حقوق كاملة وكبيرة وعليكن القيام بها خير قيام، والعمل رضا الأزواج مهما كان ثمن الرضى .
الهمسة الثالثة: مهما بذلت الزوجات ومهما حاولن أن يقدمن لأزواجهن فإن حقوق الأزواج عظيمة ولا تقدر بأعمال الزوجات.
الهمسة الرابعة : السمع والطاعة الكاملة والمعاشرة بالمعروف من أجمل وأسهل الطرق نحو قلوب الأزواج.
الهمسة الخامسة : الاستجابة للعلاقة الجنسية والعاطفية وعدم الإمتناع أو الاعتذار مهما كانت الظروف وهذا حق مشترك بين الأزواج والزوجات وهو كذلك احتياج فطري للطرفين لكن الأزواج الأفاضل أكثر طلباً ورغبة فيه !.
الهمسة السادسة: أن يهيئن أنفسهن كعرائس ولو مرة في الأسبوع أو مرة في الشهر وهذا من باب إدخال السرور والسعادة والحب والمحبة والمودة في قلوب الجميع الأزواج والزوجات.
الهمسة السابعة : أن يأخذن من يومهن أو أسبوعهن ساعات أقول ساعات ضرورية ، خاصة بالأزواج للجلوس معهم والحديث معهم والسماع لهم ، والغاية من تلك الساعات أن يمتلأ الأزواج من الزوجات والزوجات من الأزواج ويكون الحديث في تلك الساعات عنهم فقط .
الهمسة الثامنة : العناية بالحياة العملية للأزواج بالسؤال الدائم أو بالسؤال العارض في نهاية اليوم او الأسبوع ، والدعم والمساندة لهم .
الهمسة التاسعة : العناية بالمظهر الخارجي للأزواج من حيث اللباس والعطور والأحذية والحرص على التغيير والتطوير والتجديد لهم .
الهمسة العاشرة: عاملن أزواجكن كالملوك ، فسوف تكون المعاملة بالمثل ، فإنّ مَن عاملتْ زوجها كملك جعلها تاجاً كبيرا عظيماً على رأسه !.
المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.