كُتاب الرأي

همسات في قلوب الأزواج

 

الحياة الزوجية والأسرية هي في الحقيقة مؤسسة اجتماعية فطرية إنسانية كبرى ؛ تحرسها العناية الإلهية بالتعليمات والتوجيهات السماوية والتي تُذكّر الأزواج والزوجات بأن ما تقومون به هو عبادة وقربة عظيمة وهو الطريق الطاهر الشريف الآمن في إنجاب الأجيال، وغرس الفضائل والأخلاق الرفيعة العالية بهم . وبناء الإنسان الحقيقي وتعمير الأرض وإحيائها.

وللزوجات في رحلة ومسيرة الحياة الزوجية والأسرية مهام وأدوار ومسؤوليات كبيرة ، يمكن من أهمها العناية والاهتمام بالأزواج وأن يكنّ لهم السكن المطمئن والقائم بكل احتياجاتهم وضرورياتهم المادية والمعنوية والعاملة على إشباع شهواتهم و رغباتهم .

بعض الزوجات ترى في خدمة زوجها عبئاً ثقيلاً ، أو عيباً كبيراً وبعضهن يرين أن المصروف الذي يدفعه الأزواج غير كاف ! ولا يغطي الاحتياجات الخاصة لهن ! .

وهناك من ترى أن تربية الأولاد وتعليمهم من التخلف ! وأن عليها أن تهتم بنفسها وزوجها ! أما الأولاد فالمربية الأجنبية هي تقوم وتشرف على تربيتهم وتعليمهم والعناية بهم في كل شيء !

وبعض الصور المؤلمة للزوجات اللواتي يهملن أزواجهن في المآكل والمشارب والنوم والاهتمام والرعاية ! فإذا قلب الأزواج لهن ظهر المجن وتزوجوا من زوجات طيبات جديدات قامت الدنيا عليهم ولم تقعد ! وأعلنت الحرب ضد هؤلاء الأزواج الجدد ! ورموا بما هم من براء ! من عدم الوفاء ! وعدم حسن العشرة الزوجية ! وعدم المسؤولية ! وعدم الأمانة على الزوجات الكريمات!.

في الطرف الآخر هناك أصناف وأنواع من الأزواج الذين لا هم لهم إلا اللهو واللعب واللعب واللهو ! وبعضهم الهم الأكبر عندهم قضاء الوطر ولا شيء غير ذلك ! وبعضهم يرى في الزوجات محطات حياتيه جميلة ورائعة فهؤلاء ينتقلون من الزوجات الكريمات القديمات إلى الزوجات الجميلات الجديدات !

وهذا التصور الذي يجري في عقول وقلوب الأزواج حقيقة عن الزوجات والزواج ليس تصوراً موضوعياً مبنياً على المقدمات والعمليات والنتائج ؛ بل هو تصورٌ رسمته التربية والتعليم والتنشئة والأسرة الكريمة والعائلة الحبيبة وبقية مرافق المجتمع .

لذا متى ما قامت الزوجات بأعمالهن وأدوارهن ومسؤولياتهن كما ينبغي ؟ ! كلما أشرقن جمالاً وبهاء في وجوه وقلوب الأزواج !
والأزواج جميعاً يعشقون الزوجات الكريمات العاملات الفضليات !
ويبذلن الغالي والنفيس في سبيل إرضائهن وسعادتهن!

ولذلك كان لزامنا علينا أن نهمس في عقول وقلوب الأزواج بعدد من الهمسات الجميلات :

الهمسة الأولى: الزوجات من نعم الله الكبرى ؛ وهبهن الله تعالى للأزواج في كرم كريم وجود جواد وحلم حليم وستر ستار وستير . فعلى الأزواج أن يشكروا الله تعالى على هذه النعم الكبرى .

الهمسة الثانية : توفير الاحتياجات الضرورية والمتطلبات الأساسية للحياة الزوجية الكريمة ليس ترفاً ولا يعد من النوافل بل هو من أوجب الواجبات وأعظم الفرائض على الأزواج أن يوفروا ذلك كله دون كلل ولا ملل !.

الهمسة الثالثة: المشاركة في المسؤولية الكاملة والشاملة عن الزوجات والبيوت والأولاد وعن تلبية جميع الاحتياجات المعيشية كالمآكل والمشارب والمساكن والمراكب والمصاريف اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية.

الهمسة الرابعة : المحافظة على الأمن والأمان والاستقرار والهدوء والسكينة والراحة والسلامة والعزة والمنعة والرحمة والمودة داخل أرجاء البيوت الطيبة والأسر الكريمة والعوائل الحبيبة.

الهمسة الخامسة : التغيير والتطوير للأفضل والأحسن في تربية وتعليم وتنشئة الأولاد والاهتمام بهم وضبط جوارحهم ، إلى الأفضل والأحسن .

الهمسة السادسة : قبول الزوجات كما هن ! بأشكالهن ! بأخلاقهن بصفاتهن الحسنة الطيبة الجميلة والسلبية السيئة كذلك !

وستجدون في ذلك المتعة والفرح والسرور والسعادة والأمل والحبور والسكينة والراحة والسلامة والعزة والمنعة والإحسان.

الهمسة السابعة : الحوار النقاش بين الأزواج والزوجات ليس ترفاً وإنما هو أسلوب حياة إنسانية راقية وصادقة ، فعلى الأزواج أن يمارسوا الحوار والحديث والنقاش مع الزوجات الكريمات.

الهمسة الثامنة : التسامح والعفو والصفح والمسامحة من أعمدة البيوت ومن أسرار سعادتها وإشراقها . بل ومن أسرار وبقاءها وقدرتها على مواجهة التحديات والصعوبات والعقبات في الحياة الزوجية والأسرية.

الهمسة التاسعة : التغافل التغافل التغافل عن الزلات والخطايا والهنات والسيئات والتركيز على المواقف والأحداث الإيجابية والتفاؤلية و المناظر الطبيعية الجميلة في الحياة الزوجية والأسرية السعيدة.

الهمسة العاشرة : التراحم بين الأزواج والزوجات حتى يكسو الحياة الزوجية الخير والصلاح والبركة والتوفيق والسداد.
وتفعيل لغات الحب العشرة للحياة الزوجية الكريمة والسعيدة *

المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض

 

  • راجع كتاب لغات الحب العشرة
    للمؤلف الدكتور سالم بن رزيق بن عوض .

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

‫2 تعليقات

    1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      حياكم الله تعالى حبيبنا الغالي العزيز
      الأستاذ العزيز أبا عبدالعزيز
      شكرا شكرا لكم على مروركم الجميل
      وجزاكم الله تعالى خيرا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى