هل في الكتمان خير ؟

لا شيء يرهق الروح أكثر من الكتمان ، وأنا أقصد ذاك الذي يؤلم النفس كتمان الألم والتعبير عمّا يزعجنا من كلمات ومواقف وأفعال تحدث لنا باستمرار. فهل الكتمان يدل على ضعفنا واستسلامنا أم أنه الخيار الصحيح والطريق الأسلم لنا.
ألم يخبرونا عن خطورة الكتمان النفسية والجسدية وأنه رفقا بأنفسنا لابد أن تكون لنا ردات فعل تجاه ما يزعجنا.
ماذا عن الجانب الآخر ؟ ماذا لو عبرنا عن ألمنا واعترضنا هل الطرف الآخر يتقبلها ؟
ربما نتعرض للأذى ثم نلام لو التزمنا الصمت واخترنا الكتمان كان خيرا لنا.
في الأخير نجد أن تجارب الحياة تحتم علينا أن نختار مع الشخصيات العدوانية والمندفعة التي لا تسيطر على غضبها يكون الكتمان أسلم ، ومع الشخصيات التي لا تملك تغيير ويؤلمها ألمنا كالوالدين الكتمان خير.
أو ربما علينا أن نختار الطريقة التي نعبر فيها دون أن نلجأ للكتمان ، نتحدث مع أنفسنا أو نعبر بالكتابة وخير من ذلك كله نتحدث مع الله.
أما اختيار طريق الكتمان دائما وامتثاله أسلوب حياة احراق للنفس وإطفاء لوهج الحياة مهما كانت المبررات فليس الكتمان خير دائم .
نورة العنزي
كاتبة رأي