كُتاب الرأي

(هل تعترف حماس بعلاقتها مع اسرائيل )

 محمد سعد الربيعي

 (هل تعترف حماس بعلاقتها مع اسرائيل )

تحدثت وسائل الاعلام المرئية والمقروئة بشكل كبير ، وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي عبر العديد من الكتاب والسياسيين ، والكثير من محللي المعلومات ، والخبراء بمختلف جنسياتهم ومنهم الفلسطينيين ، وكذلك من كان قريباً من حركة حماس ، وكذلك من حكومة اسرائيل عن تلك العلاقة الوثيقة التي تربط حماس بإسرائيل وحكومة نتنياهو .
وقد أكد الكثير من أولئك المطلعين بتلك العلاقة وخاصة مايتعلق بالتنسيق لهجوم طوفان الاقصى ، ومعرفة نتنياهو بتوقيت ومكان الهجوم لدرجة أن بعض العسكريين الاسرائيليين اعترفوا بصدور توجيهات لهم بالإنسحاب من مواقعهم تلك التي كانو يغطونها وحدث منها الهجوم الحمساوي في ماسمي بطوفان الاقصى .
بالطبع هذه المعلومات هي إمتداداً لما كان يحدث ويتم على الأرض ، وفي مشهد كان يراه العالم عبر وسائل الاعلام التي كانت تغطي نشاط المخابرات الاسرائيلية مع حكومة قطر عبر سفيرها في اسرائيل عندما كانت قطر تدفع الاموال لقادة حماس في غزه ، وفي مشهد يراه ويلاحظه كل العالم بإشراف إسرائيلي ، وهو مايعني أن هناك تنسيق يتم بواسطة اجهزة الامن والمخابرات الاسرائيلية مع قيادات من حماس لإستلام تلك المبالغ المالية لقاء عمالتهم لتلك الأجهزة الاسرائيلية ، وتحويله للخارج في الحسابات البنكية العائدة لحماس وقادتها تحت نظر الأجهزة المختصة الاسرائيلية ، وهو ماتحدث عنه الكثير وأشرت له في صدر هذا المقال .
الشاهد في هذا المقال وبعد أن تعرضت غزه للتدمير الكامل ، وجرى قتل مئات الآف ، وشُرد عشرات الآف ، وأصيب مثلهم أو أكثر من أهالي غزه التي أصبحت أثراً بعد عين ، فهل نرى أو نسمع أو يكون لدى قادة حماس من الذين في الخارج وينعمون بكل ماينعم به رؤساء الدول امثال خالد مشعل وموسى مرزوق واسامه حمدان وخليل الحية ومحمد نزال ومحمود الزهار الغائب عن الساحة وربما أنه مطلوب لقيادة هذه الحركة وهرب بجلده منها خشية الاغتيال من قادة هذه الحركة ، وكذلك من هم في الداخل من قادة حماس إن وجد أحد  ، أقول هل يمتلك هؤلاء القادة الشجاعة في أن يعترفوا بعلاقة حركتهم بإسرائيل ، أوأنها إستغلتها لتنفيذ مخططات الاخيرة في سبيل حصول الحركة على الاستيلاء على السلطة الفلسطينية وهي ربما ماكانت موعودة به هذه الحركة من اسرائيل وإنقلبت عليها الاخيرة وورطتها في سوء عملها ودبرت لها هذه المكيدة التي أعمت قادتها وقضت على الحركة بشكل كامل ، هذا أحد الافتراضات مثلاً.
هل نرى خالد مشعل الذي نجى من الموت بترياق إسرائيلي يتصدر المشهد هو ومعه كالزهار والحية ويعلنون للملأ حقيقة علاقتهم بإسرائيل ، ويعلنوا عن تلك المبررات والإغراءات التي وُعدوا بها من اسرائيل ، ولكنها نقضت العهد كما هو معروف من اليهود .
لابد للفلسطينيين أن يوضحوا للعالم هذه العلاقة ، إن لم توضحها حماس وتعترف بعلاقتها بإسرائيل ف على السلطة الفلسطينية ( فتح ) أن توضحها وتفضح حماس لأن قضيتهم تمر بعنق الزجاجة كما يقال ، وأصبحت على المحك ! فإسرائيل تمتلك ناصية الحديث مع العالم ومع الدول الاوربية وامريكا ، والعالم بشكل عام ، اسرائيل تمتلك وسائل الاقناع من صحافة يسيطر عليها يهود العالم ، وهي تحور كل رؤية مضادة لاسرائيل لجهة إقناعية بسلامة وضع هذه الدولة التي تصورها الصحافة العالمية بأنها سترُمى في البحر من العرب ، وستعاد محارق اليهود التي لم تثبت صحتها واستغلها اليهود لابتزاز العالم وتحقيق كل أهدافهم العدوانية ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين بشكل عام ، كما أنها أي اسرائيل تمتلك الوضع السياسي والدبلوماسي ، واستطاعت الإحتماء بأمريكا والدول الاوربية وحققت كل ماتهدف اليه لتثبيت أقدامها في إحتلال فلسطين ، ناهيك عن القوة العسكرية وكل مايدعم جهود هذه الدولة المغتصبة في أخذ ماتريده بدون وجه حق ومهما كلف الثمن ! في ظل ضياع فلسطيني مخزٍ من سياسييه الذين أضاعوا قضيتهم في تجاذبات وخيانات مستمرأة نتج عنها اختلال الموازيين والاستقواء بالعدو الاسرائيلي كما يحدث من حماس ضد فتح!
من شاهد المؤتمر الذي عقده نتنياهو مؤخراً حول ما أعلن عن إعادة احتلال غزه من قبل القوات الاسرائيلية يلاحظ كيف يستطيع نتنياهو قلب الحقائق ، ويتفنن في مراوغاته ، وإقناع العالم عبر وسائل الاعلام التي حضرت بأن حماس هي من دمرت غزه ، واستطاع استغلال الصور التي نشرتها حماس عن تجويع المختطفين ضدها ، والكثير من التبريرات التي اعلنها في المؤتمر الصحفي ، وفي إعتقادي ومن خلال قدرة نتنياهو في التعامل مع الصحافة والاعلام فأنه قلب الحقائق ، وأقنع من حضر من الصحفيين بسلامة موقف الحكومة الاسرائيلية ، ولعل من أسباب ذلك هو غباء حركة حماس التي وقعت في شر أعمالها بنشر مثل تلك الصور التي تعود لعدم معرفتهم بما يستنتجه مستشاري نتنياهو  واستخدامه ضد هذه الحركة وتصرفاتها كما يحدث أيضاً  في سرقة المعونات وتوجيهها لمجهودها الحربي  .
إن تعنت حركة حماس واستمرارها في سياسة التمنع والرفض لكل مايؤدي لإيقاف التوجه الاسرائيلي في اعادة احتلال غزه يعد نكبة جديدة للقضية الفلسطينية كما حدثت نكبة 1948,ونكبة 1956 وفي هذه النكبة التي تمتطي صهوتها حركة حماس ، والعالم كله يشهد عليها وعلى تعنتها رغم كل ماتقوم به اسرائيل من أعمالٍ اجرامية في حق الشعب الفلسطيني في غزه والضفة والذي وقف العالم هذه المرة مع الفلسطينيين ، وأيد حقهم في تقرير مصيرهم ، وهو مايجب أن تستغله حماس وفتح ، وتعطي حماس مفاتيح غزه لحركة فتح وتنسحب من خنادقها وتسلم اسلحتها التي لاتتعدى كونها اسلحة شخصية لايمكن بأي حال من الاحوال الوقوف بها في وجه الآلة الحربية الإسرائيلية ، وهي ربما قد تكون خطوة في الاتجاه الصحيح لزيادة الضغط العالمي على إسرائيل لتعترف بوجود الحق الفلسطيني ، وإحلال الدولتين ، والاعتراف بالقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية على حدود 1967م.

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى