🖋️ د. عبدالعزيز رداد الحارثي
هل تربية الأبناء هي رعايتهم فقط؟
يخطئ الكثير من الناس عندما يظن أن توفير السكن والطعام واللباس للأبناء وإلحاقهم بالمدارس وعلاجهم إذا مرضوا هي التربية المطلوبة لهم.
إن توفير جميع تلك الاحتياجات الضرورية لأبنائنا هو في الواقع رعايةً لهم وليس تربيةً لهم.
فتربية الأبناء تعني أن نغرس في أنفسهم القيم العربية الأصيلة والمبادئ الإسلامية النبيلة، التي حث عليها ديننا الحنيف. وهي أن ننمي فيهم قدراتهم ومهاراتهم وثقتهم في أنفسهم ليتمكنوا من خوض معارك الحياة بثبات ونجاح. وأن نعودهم على بذل الجهد والانضباط وتحمل المسؤولية واحترام حقوق الآخرين ليكونوا فاعلين في مجتمعاتهم.
وتربية الأبناء هي أمانة عظيمة ومشروع جليل، وقد تكون أهم مشروع يقوم به الإنسان في حياته، ولا تنهض المجتمعات ولا تزدهر الدول إلا بنجاحه.
ومسؤولية التربية لا تقتصر على الأبوين والأسرة في البيت فقط، بل هي مسؤولية الإمام والخطيب في المسجد، والأستاذ في المدرسة والمحاضر في الجامعة، والكاتب والمذيع في وسائل الإعلام كافة، ومسؤولية مؤسسات وهيئات المجتمع المدني جميعها.
