هل تبرعت بالدم؟

جابر عبدالله الجريدي
هل تبرعت بالدم؟
الشريان هو الحياة بالنسبة للإنسان، إن انقطع شريانه انتهت حياته، حفاظه عليه حفاظ على صحته وحياته، ذلك الدم السائل الذي يجري في عروق ابن آدم قد يكون سبباً لدخوله الجنة.
في بادرة كريمة وطيبة من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود حفظه الله ورعاه ووفقه لما فيه خيرٌ للأمة العربية والإسلامية حيث قام هو بنفسه بحملة تحمل في طياتها رسائل التوعية والتطوعية والخيرية (التبرع بالدم)
تبرع بدمه في الـ4 من سبتمبر العام 2025، تبعه في ذلك ترويج هائل على المستوى الإعلامي على مواقع التواصل الاجتماعي محتفين بذلك الفعل الكريم لسموه، حيث يعتبره شعبه ملهماً لهم وقائداً يُقتدى به لنبله وخلقه وتواضعه.
إعادة حياة! كنَّا يوماً جالسين انا وأصدقاءٌ لي في إحدى الليالي وفجأةً تأتي سيارة مسرعة بإتجاهنا حتى وصلت عندنا فتوقفت وخرج منها رجل يلهث يقول لنا عندنا حالة مستعجلة تحتاج إلى متبرع بالدم، اي شخص يريد التبرع بدمه مستعدين بأن نعطيه المبلغ الذي يريده، إعتذرنا له لأن فصيلة الدم لدينا تختلف عن فصيلة دم المريض، بعدما ذهب سألت صديقي ماذا لو تأخروا في دعم المريض بالدم ماذا سيحدث؟ قال سيموت المريض؛ فقلتُ إن التبرع بالدم هي إعادة إنعاش الروح من جديد، وشحن الجسم بالمزيد من الوقود لكي لا تموت أعضاء الجسد، فهي بمثابة إعطاء حياة جديدة وأمل لمن أوشك على الرحيل وقاربت حياته على الموت.
الأجر؛ الذي يحصل عليه المتبرعين المتطوعين ليس دراهماً أو ريالات، بل خيرٌ وعظيم وأجرٌ كبير ومزيداً من الثواب والحسنات، نذهب إلى الأجر والثواب الذي وعده الله سبحانه وتعالى لأولئك الذين ساعدوا على إحياء نفسٍ من البشرية، والذين لديهم قيم وثوابت الإنسانية، ومن الآيات القرآنية نستخرج الجائزة الربانية حيث قال الله فيه : (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).
والتبرع من الإحسان الذي ينال به العبد محبة الله، قال الله: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
وهو من تفريج الكرب، قال الصنعاني رحمه الله في “سبل السلام” :
“فَضِيلَةُ مَنْ فَرَّجَ عَنْ الْمُسْلِمِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، وَتَفْرِيجُهَا إمَّا بِإِعْطَائِهِ مِنْ مَالِهِ إنْ كَانَتْ كُرْبَتُهُ مِنْ حَاجَةٍ ، أَوْ بَذْلِ جَاهِهِ فِي طَلَبِهِ لَهُ مِنْ غَيْرِهِ ، أَوْ قَرْضِهِ، وَإِنْ كَانَتْ كُرْبَتُهُ مِنْ ظُلْمِ ظَالِمٍ لَهُ فَرَّجَهَا بِالسَّعْيِ فِي رَفْعِهَا عَنْهُ أَوْ تَخْفِيفِهَا، وَإِنْ كَانَتْ كُرْبَةَ مَرَضٍ أَصَابَهُ أَعَانَهُ عَلَى الدَّوَاءِ إنْ كَانَ لَدَيْهِ أَوْ طَبِيبٍ يَنْفَعُهُ، وَبِالْجُمْلَةِ؛ تَفْرِيجُ الْكُرَبِ بَابٌ وَاسِعٌ، فَإِنَّهُ يَشْمَلُ إزَالَةَ كُلِّ مَا يَنْزِلُ بِالْعَبْدِ أَوْ تَخْفِيفَهُ” حيث يقول الحديث :” وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ”
هنا الجنة يا مُريدُها.. إن استطعت تبرعا بالدم.
السؤال هنا : هل قمت يوماً متطوعاً متبرعاً بدمك؟
لكل شخص إجابة، ويستطيع تقديم من ذلكم فائدة، ومن سن في الإسلام سنة حسنة فله أجر من عملها ودل عليها، أهيب إلى القادة والمؤثرين وكل شخص لديه محبين أن يسلك سبيل التطوع وعمل الخير وان يكون قدوة للناس إلى طريق السعادة.
كاتب رأي – اليمن