*“هلا بقلبي… هلا بالزين”*

*“هلا بقلبي… هلا بالزين”*
على أعتاب اللقاء، وبين خفقات قلب أثقله الشوق، وقفت سارة الخنيزان بثبات امرأة شربت من كأس الصبر حتى صار يسري في عروقها ماء حياة. عشرون عامًا من الغياب لم تسرق منها الأمل، بل صقلتها، وأبقت في قلبها نافذة مشرعة نحو اليوم المنتظر.
وما إن أطل وجهه، حتى انكسرت جدران الصمت، واندفعت الكلمات من قلبها قبل لسانها: “هلا بقلبي… هلا بالزين”. لم تكن هذه التحية مجرّد ألفاظ؛ بل كانت فيض حنين مختزن، ومفتاحًا يفتح أبواب الذكريات المغلقة منذ عقدين.
“هلا بقلبي”: نداء محبّة لا يعرف الزمان، وكأنها تقول له: مرحبًا بمن يسكن القلب قبل العين، بمن حضوره ينعش الروح كما ينعش المطر أرضًا عطشى.
هلا بمن رؤيته أعادت لي الحياة
هلا بحياتي المولودة من جديد
“هلا بالزين”: هلا بالجمال في أبهى صوره، هلا بالروح الجميلة والموقف واللحظة كلها.
هلا بالزين الذي لا ترى عيني سواه،
كرّرت سارة عبارتها بلهفة، ولم تبالي بكل من حولها وكأنها تقول لا يراك إلا أنا ولا تراني إلا أنت ..
وكأن ترديدها لهاا قلبي يثبّت اللحظة في الذاكرة،، ويمحو كل الآم البعد، ويعوّض عن سنين من الصمت. كانت واقفة أمام مشهد يشبه لقاء عروسين جديدين، يلتقيان للمرة الأولى بعد رحلة حب طويلة، يختصرها عناق صادق أذرف الدموع من عيون الحاضرين قبل أن تذرفها العيون نفسها، بل إنه اسقط كل من رأى المشهد في وسائل التواصل.
ذلك اللقاء لم يكن مجرّد عودة بعد فراق، بل كان ميلاد فرح بعد ليل طويل، وانتصار وفاء لم تهزمه السنوات. كان لوحة إنسانية نادرة، رسمتها يد الحب على قماش الصبر، ولونتها دموع اللقاء. تجلّت فيه آيات المودة والرحمة حيّة نابضة، كما قال الله تعالى: ﴿وجعلنا بينكم مودة ورحمة﴾، لا كنصّ يتلى فحسب، بل كحياة تُعاش ومعنى يُترجم إلى أفعال.
“هلا بقلبي”كان درسًا للأحبة والعشاق: أن الحب عهد يُحفظ في الضيق قبل السعة، وأن الوفاء لا يشيخ، وأن الله إذا أحب عبدًا جعل له في القلوب منزلة وفي الأرض مكانة.
قصة حميدان التركي وزوجته ليست حكاية عابرة، بل شاهد حي على أن الحب الممزوج بالإيمان… خالد لا يموت. إنها حكاية كتبت على وجه الزمن بحروف من صبر ووفاء وثمن، لقاءٌ زهر وبهجة في قلب مكسور، وعناق أرواح كان كعناق الوطن والسكن والحضن الآمن.
ستبقى كلمات سارة “هلا بقلبي… هلا بالزين” نبراسًا للقلوب، ورسالةً تقول: تعلّموا من الوفاء ما يجعل الغياب امتحانًا، واللقاء عيدًا، والحب حياةً تُروى للأجيال.
هلا بقلبي سيعيشها الوطن ابتهاجا بعودة ابنًا من أبنائه
هنيئا لكما ساره حميدان على درسٍ عظيم في الحب تعلمه الجميع منكما ، وأسأل الله لكما دوام السعادة والفرح في ظِل “هلا بقلبي هلا بالزين ”
الكاتب د. عبدالرحمن الوعلان
أبدعت ياسيد القلم مقالك لم يكن مجرد كلمات، بل لوحة مشاعر ناطقة تستحق التصفيق والإعجاب🌹