كُتاب الرأي

*هذه هي السعودية.. تحتضن الحي والميت*

*هذه هي السعودية.. تحتضن الحي والميت*

في زاوية من هذا العالم المتغير، تقف السعودية شامخة، لا تكتفي بأن تكون وطنًا يُسكَن، بل وطنًا يَسكُن في القلوب ، لا تمنحك فقط بطاقة هوية، بل تمنحك هوية الانتماء والطمأنينة والانفتاح على معنى الحياة بكل أوجهها، ومعنى الموت بكل قداسته. هذه هي السعودية تحتضن الحي والميت.

هذا اليوم الخميس يأتي عائداً الى أرض السعودية المواطن السعودي حميدان التركي بعد 19 عاماً قضاها في غياهب السجن بالولايات المتحدة الإمريكية وطوال تلك السنين كانت حكومة المملكة العربية السعودية تعمل ليل نهار لفك أسره وإخراجه من سجنه دون كلل أو ملل إلى أن فرج الله عنه وعاد الى وطنه فأستقبله وطنه إستقبال الأبطال في فرحة عارمة من أسرته وذويه والمواطنين أجمعين .

ويوم غدٍ الجمعة ستستقبل السعودية الجثمان الطاهر للطالب السعودي محمد بن يوسف القاسم الذي قتلته أصابع الغدر في بريطانيا دون ذنبٍ يُذكر وقد سارعت سفارة خادم الحرمين الشريفين بلندن بإحتواء الحدث واتخاذ كافة الإجراءات النظامية لتسليم الجثة والقبض على الجناة وسيصل جثمانه الطاهر صباح يوم غدٍ الجمعة ليصلى عليه في الحرم المكي الشريف ويقبر في مقابر الشهداء .

من هذا المنطلق تجد السعودية راعية وداعمة. للمواطن والمقيم من مهد الطفولة إلى مشوار الشيخوخة، تتقاطع الخدمات والرعاية والتعليم والصحة والأمن، لتصنع مظلة كريمة تحمي الإنسان من هشاشة الحياة. هي بلد لا تُسلم أبناءها للضياع، ولا تُساوم على كرامتهم، ولا تُدير ظهرها عند الأزمات. حتى حين يضيق صدر العالم، تتسع هي، وتقول للجميع: أهلاً وسهلاً، أنتم في دار العز.

لكن العظمة لا تنتهي عند الأحياء، بل تمتدّ لأولئك الذين غادروا الحياة. فالميت في هذه الأرض يُشيّع كما يُشيّع العظماء، يُصلّى عليه في أطهر البقاع، ويُدفن في ثرى احتضن الصحابة والعلماء والأولياء والشهداء. لا يُنسى، بل يُدعى له، وتُفتَح له المساجد أبواب الرحمة، وتُرفَع الأكفّ لأجله بالدعاء ،في هذا الوطن لا تموت الكرامة بموت الجسد.

السعودية ليست فقط أرض الحرمين، بل أرض الحنان. حكمة في السياسة، وحنان في التعامل، وشفقة في التكافل، واحتضان شامل للإنسان مهما كانت جنسيته أو دينه، ما دام ضيفًا أو مقيمًا أو حتى عابر سبيل، والموت لا يخرجه من هذه الحماية بل يدخله في أوسع أبوابها.

هذه هي السعودية، حيث لا يُنسى الأحياء، ولا يُهمل الأموات. حيث تتجاور الحياة والموت بكرامة، وتتسع القلوب لتسع الجميع في هذا الوطن الكريم .

في الختام نسأل الله أن يتمم فرحة عائلة التركي بعودة إبنهم البار والاحتفاء به وأن يحفظهم بحفظه ويديم عليهم الأمن والامان.

كما نسأله عز وجل أن يغفر للشاب الخلوق محمد القاسم ويرحمه ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ويجبر مصاب أهله وذويه وزملائه وأصدقائه وكل من يمت له بصلة وعشت يا وطني رمزاً للخير والعطاء .

عبدالله بن سالم المالكي
كاتب رأي ومستشار أمني
الخميس 7 / 8 / 2025

 

عبدالله سالم المالكي

لواء.م - كاتب صحفي - مستشار أمني

‫4 تعليقات

  1. نعم صدقت أبا رائد.
    سلم بنانك على هذه الكلمات العطرة التي تكتب بماء الذهب ، وتستحق القراءة والنشر عن وطننا الغالي المملكة العربية السعودية.
    نعم السعودية تقف شامخة، ولا تكتفي بأن تكون وطنًا يُسكَن، بل وطنًا يَسكُن في القلوب.
    نعم الوطن ،،،،،
    ونعم القيادة ،،،،،
    ونعم الشعب ،،،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى