قيثارة الإلهام

هجرة النور

شعر د.مروان المزيني

هجرة النور

نورٌ على القصواءِ جاءَ مُهاجراً
في صُحبةٍ من خيرةِ الأصحابِ


من بطنِ مكةَ للمدينةِ هجرةٌ
نزلتْ هنا في زُمرةِ الأحبابِ


سكنتْ وفاضتْ بالضياءِ إلى الدُّنَى
وغدتْ شُعاعاً دائمَ الإسهابِ


قد أطلقَ الهادي البشيرُ زِمامَها
وتوجَّهتْ لمصَارعِ الأبوابِ


دلفتْ إلى كلِّ الوجودِ تُنيرُهُ
وتُبدِّدُ الظلماتِ في الألبابِ


نورٌ وهذا النورُ مُذْ وُلِدَ الهدَى
حتَّى أضاءَ الشَّامَ في الأقطابِ


حملتْهُ مكةُ لا شبيهَ لحسْنِهِ
كالبَدرِ مُكتمِلاً بدونِ غِيابِ


في غارِ ثَورٍ قدْ أتَاهُ مَلائِكٌ
وَحياً تَنزَّلَ في أجَلِّ خِطابِ


(اقرأ) وما كانَ النَّبيُّ بِقَارئٍ
لكنَّهُ المختَارُ في الأنسَابِ


من نَسْلِ إبراهيمَ يُشبِهُ جَدَّهُ
ورآه في المعراجِ دُونَ حجابِ


ضاقتْ بهِ الدُّنيا فهَاجرَ طاعةً
لمدينةٍ بِضيَائِهِ المنسَابِ


أهدَى سُراقَةَ حينَ غاصَتْ خَيلُهُ
من مُلْكِ كِسرَى الوعدَ بالإيجابِ


ولأُمِّ مَعْبَدَ حينَ مَرَّ بِبابِها
وَصْفٌ تجلَّى في أدَقِّ جَوابِ


لمَّا أتَى فوقَ الثَّنِيَّاتِ انتشتْ
كُلُّ القُلوبِ بفرحَةِ التِّرحَابِ


هَذَا قُبَاءُ ومَنزِلٌ وبِدَايَةٌ
للعالمينَ ومحوِ كُلِّ سَرَابَ


مِنْ هَاهُنا مِنْ طَيبةِ النُّورِ ارتَقَى
نُورُ النَّبيِّ وفاقَ كُلَّ سَحابِ

***

شاعر سعودي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى