هامات الكُتّاب” أقلام تصنع المجد”

هامات الكُتّاب” أقلام تصنع المجد”
حين تتوالى الأزمان وتتعاقب العصور، تبقى هناك أسماء تتوهّج رغم الغبار، وهامات تزداد ارتفاعًا كلما أمعن الزمان في النسيان. هم الكُتّاب الذين لم يكتفوا بسرد الحكايات، بل نسجوا من الحرف حضارات، ومن الفكرة مناراتٍ تهدي العقول وتلامس الأرواح. إنهم أولئك الذين لا يشيخ أثرهم، لأنهم كتبوا بصدق، وآمنوا بالكلمة حين كانت سلاحًا وملاذًا ومصيرًا.
ليس الكاتب مجرد راوٍ أو ناقلٍ للأحداث، بل هو عين ثالثة ترى ما يغيب عن الأبصار، وهو الضمير الحي الذي يلتقط نبض الناس، ويصوغه بلغةٍ تجمع بين الصدق والجمال. هامة الكاتب لا تُبنى على الشهرة، بل على إخلاصه للحرف، وصدقه مع قلمه، واستعداده للغوص في الأعماق مهما كانت موجعة.
هامات الكُتّاب هم من حملوا مشاعل الفكر في عتمات الجهل، لقد أسس بعضهم مدارس فكرية، وفتحوا آفاقاً جديدة للفهم والتعبير، بينما أسهم آخرون في نقل تراث الأمم وتوثيقه. ومنهم من جابه الظلم بقلمه، ومن نثر عبق الحب والجمال في ردهات اللغة. هم الذين شكّلوا وعي الشعوب، وأعادوا كتابة التاريخ، لا بالحروب، بل بالكلمة.
ومن أمجاد هؤلاء، نقرأ الحاضر بوعي، ونبصر المستقبل بأمل. نستلهم من عزيمتهم قدرة الكلمة على التغيير، ونؤمن أن الأدب ليس ترفًا، بل ضرورة تضمن إنسانيتنا وسط كل هذا الصخب.
فللهامات من الكُتّاب، تحيةٌ تليق بمكانتهم، وتقديرٌ لا يفيهم حقهم. فهم ليسوا فقط من كتبوا… بل من غيّروا، وخلدوا،ويظل صدى أقلامهم حيًّا، يوقظ فينا المعاني النبيلة، ويذكّرنا أن القلم، حين يحمله العظماء، لا يكتب فقط… بل يُنير الطريق ، وجعلوا من الكلمة وطنًا عامرًا بالمعرفة، تنمو في أرجائه المعاني، وتزهر بين سطوره القيم، وتُبنى على حروفه جسور التواصل الإنساني..
أ/أماني الزيدان