* نِعم الله المألوفة*.

✍️ الكاتبة/ نورة العنزي
ما أجهل الإنسان ! أردتُ أن أتتبّع نعم الله علينا منذ بداية يومنا ، ووجدتني لا أحصي سوى جهلنا ، ولا أثبت سوى تقصيرنا ، ولا أبرح مكاننا.
يأذن الله بردّ أرواحنا ، فنستيقظ ، فهل حمدنا الله أن منحنا يوم جديد من عمرنا؟ هل استشعرنا هذا ؟ أن يمد الله بعمرنا ، ويمنحنا فرصة للحياة ، أما أنها نعمة مألوفة لا ندركها . وقبل أن نتحرك من مكان نومنا بحر من النعم ، ولا ننالُ منه كما تنال الإبرة من البحر. حفظ الله لنا صحتنا. سمعنا، بصرنا، أيدينا هاهي تتحرك و أقدامنا .مسكننا ، مأكلنا، مشربنا ، أهلنا ، أمننا.
الكثير من النعم أصبحت مألوفة ، لانشعر بها إلا إذا فقدناها.
نعم اعتدنا عليها. بينما لو حرمنا أقلها انقلبت حياتنا ، نِعم لا تدركها عقولنا الصغيرة ، بينما نحن نرفلُ بها كل يوم.
عودوا أنفسكم على استشعار هذه النعم ، كونوا حامدين شاكرين. أيقظوا قلوبكم لا تألفوها ،لا تألفوها.
فوالله لا نطيق فقد أبسطها وأقلها.
لنقف وقفة تفكر و تأمل ، نرضا بها ونحمده ، ونشكره ، الله يحب منّا الحمد وهو أحق به سبحانه وتعالى. فالحمدلله رب العالمين كما ينبغي له على نِعم لاتعدّ ولا تحصى .
ماذا بوسعي قلم أن يخط ؟ ولسان ينطق ، من كلمات الحمد والثناء لك يا الله ، وحدك من تحصي نعمك ، فيا الله امنحنا شكر النعم ، ولا تجعلنا جاحدين باعتيادنا عليها ، احعلنا ممن يدركها بقلبه وعقله وجوارحه ، فلا أحق بالحمد ، والشكر منك يا الله.
كاتبة رأي