كُتاب الرأي

نهض المارد فقرر أن يعاقب الجميع

 

تستهويني العزة والكبرياء ، هي عنوان لشخص أصيل سوف نتحدث عنه بإسهاب في هذا المقال.
هذا الشخص شاهدنا أفعاله العظيمة ، ومآثره الكثيرة هذا الخلوق الذي لا يرضى بالظلم، ولا يقبل بالهوان، ولا يستكين لضعف، ولا يستسلم لإحباط، عزته في الشموخ والأنفة، غيرته على دينه، وأهله، ومقدراته، ومكتسباته، تفوق الوصف ، وتتعدى الآفاق، تتجاوز كل ذهنية حاقدة، وتعسف كل نفس مأجورة.
حين تستفزه في هدوئه ، وتمتحن حكمته ثق أنك لن تعود سالمًا، حين تقترب من عرينه فاعلم أنك تحتضر ، حين تحاول أن تجربه في صبره فتأكد أنه لن تقوم لك قائمة بعد أن ينفذ صبره، حين تفكر أن تمد اصبعك نحو وطنه وشعبه فأنت قد حفرت قبرك بنفسك.
هذا الوصف التعبيري لم يأتِ صدفة ، أو مجرد حديث ذاتي يطل برأسه ثم تغرب شمسه سريعًا، كلا!! إنه شعار رفعه ضيفنا الأصيل في وجه التآمر والخيانة، عَلِمْناه واقفًا سدًا منيعًا مدافعًا عن الدين والنفس والأرض و المال والعرض والشرف، يستمد قوانينه من المدرسة التي نشأ وترعرع فيها ، تعلم فيها الأصالة ، والتربية، والشجاعة، والسؤدد، وفوقها العقيدة الإسلامية.
نهض المارد الشجاع فأسكت الجميع ، نهض المارد فقرر أن يعاقب كل من سولت نفسه الإيذاء، والتواطؤ والعمالة ، قرر أن يعاقب بعد صبر ، لم يقرر تهورًا، أو تعجلاً، قرر أن يسكت كل عميل ، وكل حاقد، وكل مأجور، وكل خائن ، كل من ادعى الصلاح وهو أبعد عنه ، كل من ادعى الأمانة وهي بريئة منه ، كل من ادعى الوطنية وهي طاهرة منه، نهض في وجه الشر ، فأعاد الآفات، والدواب إلى جحورها، حين نهض! نهض ليثبت للعالم بجميع أطيافه، ومكوناته أنه امتداد لمن سبقه ، لقد حضر ليكون اللاعب وغيره يقف في المدرجات يشاهد أفعاله المشرفة.
وجدنا تمازجًا رفيعًا بينه وبين هذه البيئة المقفرة وهو بدوره التكاملي عشقها، قرر بعدها أن يحولها إلى بستان به من الأطايب، فالتزم هذا الرجل الصالح برعايتها، والاهتمام بها، وبمن فيها ، عمل واجتهد.
من هنا كان لهذا الشامخ لائحة طويلة من الاصلاحات، الداخلية ومثلها الخارجية، إصلاحات لا نستطيع اختزالها في سطور، لكننا على الأقل نعلم حجم العمل الذي ركز عليه ، كيف عمل بالاشتغال على الخصائص التي فيما بعد صارت فخرًا وعنوانًا للكل.
لقد استل سيف العدل ليحقق به العدالة والوسطية وينبذ التطرف ويقهر الظلم ويهزم الفساد.
بلى يهزم الفساد الذي انتشر بصورة بشعة في جسد مجتمع مسلم فقرر أن يعاقب كل فاسد ، وكل خارج عن القوانين.
لم يتوقف هنا لكنه مضى في طريقه مستخدمًا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهجًا لسياسته الحكيمة، أقول مضى هذا الشهم النبيل عزيزًا لا يريد أن يكون عالة على غيره فقرر الاكتفاء بنفسه ، جادًا في عمله لديه الرغبة الشديدة في المحافظة على مكتسبات عديدة وجدها عند أسلافه المخلصين، لقد عاهد الله ، وعاهد نفسه على مواجهة الصعاب الكبيرة وأن يكون جزءًا منها لغرض تحقيق الرخاء لوطنه وشعبه،فخطى خطواته نحو انتزاع الحقوق من الفاسدين وإعادتها إلى أصحابها، تدفقت العدالة في كل مكان حتى صارت حديث الدنيا بأكملها.
لم يتوقف هنا بل سار مدافعًا عن قضايا الأمة الإسلامية لوحده ، تحمل عبء الخيانات بصبر وثبات، تحمل فوق طاقته لأجل إعلاء مصالح وطنه والمحافظة على مستقبل شعبه.
العفة والشرف هي عهده ووقاره، وهي ثوبه النقي، ولباسه النظيف، وهيبته، وهويته، ومكانته.
لقد سارع بتقديم العون والمساعدة للضعفاء والمساكين في كل بقعة من هذا الكون الفسيح، واستجاب لنداء الاستغاثة الذي أطلقه المظلومين ولم يتوانَ يومًا عن إنقاذ أخيه المسلم من الجور.
إنه إنسان وفوقها محارب من الصحراء.
هل عرفتم هذا الرصين؟
هل عرفتم هذا التليد؟
هل عرفتم هذا المتجذر في الرفعة والسمو؟
إنه صاحب السمو الملكي ولي العهد محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
الخاتمة
أقسمت بالله أن يكون قلمي في خدمة ديني ثم مليكي ووطني.
انتهى

علي بن عيضة المالكي.
كاتب رأي.

علي بن عيضة المالكي

كاتب رأي وإعلامي

‫8 تعليقات

  1. لمثل هذه السطور أرفع القبعة واقف أحتراماً..
    لهذه الكلمات التابعة من وطنية صادقة ولحرفك الذهبي ويستحق هذا المُسمى.. كلماتك كالذهب في قيمته، وكالحديد في صلابته،
    هنا تتجلى عظمة الكاتب، حين يكتب حقاً ويسخر حرفه وفكره لمن يستحق ذلك،، ابدعت وكفيت ووفيت… وهذا قليل من كثير في وصف أميرنا المحبوب الشهم الشجاع درع الوطن،، حفظه الله وزاده رفعة ومكانة..
    أستاذ علي.. كما هو العهد دائماً في الصدارة إبهاراً.. سلم مدادك وقلمك👌👌👌

  2. كلام يُكتب بماء الذهب👌🏻 ليُخلِّد في هذه السطور هذا الرصين، ويصف بدقة هذا التليد الذي لاينكر جهوده إلا جاهل أو حاقد.
    سلِم مدادك أستاذ علي ودام قلمك سيفًا قاطعًا لكل متربص.

  3. سطور نالت الإعجاب برقي هذا الطرح وهذا سَّــر إبداعك وذائقتك المتميزة، سوف أظل أترقب الجديد بكل شوق، لك كل الود والاحترام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى