كُتاب الرأي

نهج السعادة .. بناء الأهداف والسعادة

الهدف هو شيء محدد تريد تحقيقه في أي جانب من جوانب حياتك ( الدينية والروحية ، الجسدية الفسيولوجية ، الصحية الترويحية ، المهنية العملية ، المالية ، النفسية العقلية ، الأسرية ، الإجتماعية) لتحسين أدائك و الوصول لقمة النجاح فيه ، لأن هذا الهدف المُحقق يساعدك على الشعور بالإنجاز والسعادة و الرضا عن حياتك..
وقبل أن أتحدث عن دور الهدف في تحقيق السعادة والنجاح يجب أن نسرد أولاً طريقة تحديد الأهداف وتصنيفها والعمل عليها للوصول لطريقة تحقيقها وجني ثمارها ..
تحديد الأهداف هو عملية تخطيط مدروسة تهدف إلى تحقيق نتائج محددة ، لتحديد الأهداف بشكل فعّال علينا القيام بعدة خطوات عملية والاستعانة بطريقة (SMART ) لبناء الأهداف وهي كالتالي:
١-أن يكون الهدف مُحدد (Specific) ، تحديد الهدف بوضوح و دقة مع تجنب استخدام أهداف غامضة ، تأكد من أن الهدف يعكس طموحاتك الشخصية ويحفزك على المضي قدماً ، على سبيل المثال:  “أريد النجاح في دراستي أو عملي – أريد زيادة دخلي الشهري بنسبة 20٪ خلال العام القادم – أريد شراء عقار أو سيارة – أريد قراءة كتاب كل أسبوع ” وغيرها من الأهداف..
٢-أن يكون الهدف قابل للقياس (Measurable) يجب أن تتمكن من قياس تقدمك نحو الهدف كي تعرف المستوى الذي وصلت له أثناء العمل عليه..
٣-أن يكون الهدف قابل للتحقيق (Achievable) تأكد أن الهدف واقعي ويمكن تحقيقه وليس هدفاً خيالياً صعب الوصول له..
٤-أن يكون الهدف مهماً و مُلائم ذو صلة (Relevant) بما تريد تحقيقه في حياتك ومرتبط بك أنت شخصياً..
٥-أن يكون الهدف محدد بزمن (Time-bound) يجب أن يكون الهدف مُحدد بإطار زمني أثناء السير والعمل على تحقيقهُ..
وهنا أُشير لشيء جميل ذكره المؤلف جيمس كلير في كتابه ” العادات الذرية” حيث ركز على تحسين السلوكيات اليومية من خلال بناء عادات صغيرة وقابلة للتحقيق ، ويقصد بها هنا (الأهداف) التي تتحول لسلوك جيد لتحسين الحياة على المدى الطويل.
كلير في كتابه يركز على الأنظمة أكثر من الأهداف ، بدلاً من التركيز على النتائج النهائية مثل :(خسارة الوزن) ركز على العمليات التي تساعدك على الوصول إلى هذه الأهداف (مثل ممارسة الرياضة بانتظام).
ويري كلير أن كل عادة تمر بأربع خطوات رئيسية:
1. الإشارة (Cue): المحفز الذي يبدأ العادة.
2. الرغبة (Craving): الرغبة أو الدافع للعمل.
3. الاستجابة (Response): الفعل أو السلوك.
4. المكافأة (Reward): النتيجة الإيجابية التي تعزز العادة.
ويقول كلير : لإنشاء عادة جيدة ، اتبع هذه القوانين:
1. اجعلها واضحة: اربط العادة بمكان أو وقت محدد.
2. اجعلها جذابة: عزز العادة بمكافآت أو بيئة مشجعة.
3. اجعلها سهلة: قلل العوائق التي تمنعك من ممارسة العادة.
4. اجعلها مرضية: احصل على مكافأة فورية تعزز السلوك.
ويركز كلير على تغيير الهوية ويقول : قم بتغيير هويتك من خلال عاداتك: بدلاً من أن تقول “أريد أن أركض”، قل “أنا عدّاء” و اعمل على عادات تعكس نوع الشخص الذي تريد أن تصبحه.
قم بتهيئة بيئتك لتشجع العادات الجيدة وتثبط السيئة.
ويقول كلير:النجاح لا يأتي بسرعة. ركّز على التقدم الصغير والمستمر فقوة العادات تأتي من تراكمها على المدى الطويل..
كتاب “العادات الذرية” لجيمس كلير : يؤكد على أهمية التغييرات الصغيرة ولكن المستدامة ، من خلال بناء عادات إيجابية وتفكيك العادات السلبية ، يمكنك تحقيق تحسينات كبيرة في حياتك ، النجاح لا يعتمد على تغييرات جذرية ، بل على تحسينات بسيطة تتراكم مع الوقت ، وتحقق لك الشعور بالراحة والرضا والسعادة..
هذا ما حث عليه ديننا الحنيف في ابدال الأهداف و العادات السيئة بأهداف و عادات حسنة منذُ أكثر من خمسة عشر عاماً ويعتبر أساس في بناء الأهداف في الحياة ، حيث تشير الاية القرآنية قال تعالى : ( إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ) سورة  الفرقان اية ٧٠
وذكره رسولنا الكريم في الحديث الشريف عن أبي ذَرٍّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادةَ، وأبي عبْدِالرَّحْمنِ مُعاذِ بْنِ جبلٍ رضيَ اللَّه عنهما، عنْ رسولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: (اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ )رواهُ التِّرْمذيُّ.
أحلام أحمد بكري
كاتبة رأي
‫‬

أحلام أحمد بكري

كاتبة رأي وقاصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى