نقل الكلام بين الناس

بقلم إبرآهيم النعمي
نقل الكلام بين الناس
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بجهالة فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).
كثرت في هذا الزمن النميمة ونقل الكلام بين الناس بل وحتى البعض أصبح مشهورا بمثل هذه الصفة.
وأصبحت النميمة والتكلم في أعراض الناس فاكهة المجالس واصبحوا يتباهون بها.
حتى أن البعض يحس بسعادة غامرة وهو يبث الفرقة بين الأخوة والجيران وذلك خلال نقل الكلام والتحريش بين الناس وذاك بسبب نقله الكلام.
الأصدقاء يفرحون لبعضهم البعض عندما يعين أحدهم وظيفة أو يحصل أحدهم على وظيفة أو ترقية ولكن عندما تدب النميمة ونقل الكلام يحدث العكس.
كنت حتى وقت قريب أظن أن الصداقة هي التعـارف بين الأشخـاص وحفظ أسماءهم وعندما نلتقي بهم نبتسـم في وجوههم ونتبادل الزيـارات فيما بيننا.
وكنت أصدق أن أكبر نعمة يحصل عليها هي وجود الأصدقاء الأوفياء في حياتنا حتى نشعر بشعور الأمان لأنّ هناك شخصٌ يقف بجانبنا ويساندنا في المواقف الصعبة التي قد تواجهنا وعندما نلتقي بمن كنت اظنهم أصدقاء عندها نشعر باختلاف الوضع فبعضهم يبتسم في وجهك ويضحك ولكن عندما تغادر المكان إلا وينقلب حديثهم إلى نميمة وغيبة بل ويتعدى الأمر إلى سبابك وشتمك فلماذا هذه الازدواجية وكمايقول المثل في وجهك مراية وفي ظهرك مقص .
و عندما أكتب موضوعا يتحسس هؤلاء من كنت اظنهم أصدقائي البعض منهم عندما يطالع ما أكتبه سواء أكانت خاطرة أو مقالة أو موضوعًا فإنه يتبادر إلى ذهنه أن هذا الكلام يعنيه ويخصه فيظن ظن السوء بي ويشن علي الهجوم العنيف في وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان الاجدر بهم ان يتدبروا قول الله تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}
البعض تغلغل الحسد والحقد في قلبه فيربط مايُكتب على نفسه فيشعر بتفاهة نفسه وكان الاجدر به ان يفهم أن مايكتب لايخصه وحده بل هو عام للجميع .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد خطأ في بعض أفعال أو أقوال صحابته‘ يصعد المنبر فيحمد الله ويثني عليه ثم يقول:(مابال أقوام يفعلون كذا وكذا). وقدنهى رسولنا الكريم عن سوء الظن بالاخرين (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ).
كاتب رأي