مواقف عظيمة تجسّد العطاء

مواقف عظيمة تجسّد العطاء
العطاء سر الازدهار، ومن يبذل الخير يحصد الأثر.
تسير قيادتنا الرشيدة ومواطنونا الكرام في مضمار البذل والتضامن.
ففي متابعة دؤوبة للأحداث، تُطلعنا الصحف المحلية ومنصات التواصل الاجتماعي على تفاصيل المشهد اليومي بكل مستجداته، حاملة نبض الشارع وصوت المجتمع.
ومن هذه الأحداث اليومية قام ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان-يحفظه الله-، بمبادرة إنسانية رائدة، وستبقى هذه المبادرة راسخة في الأذهان، وتترك أثرًا بالغًا في وجدان الناس، هذه المبادرة المباركة تتمثّل في تبرع سموه بدمه ضمن الحملة الوطنية السنوية للتبرع بالدم، التي أطلقها سموه، تجسيدًا لحرصه الدائم على تعزيز ثقافة العطاء والتطوع الصحي، وترسيخًا لمفهوم المشاركة المجتمعية في دعم القطاع الصحي، بالإضافة إلى تحفيز وتشجيع المجتمع على هذه المبادرة النبيلة التي تُعزّز من القيم الإنسانية، وتسهم بشكل فعّال في تحقيق المسؤولية المجتمعية بروح التكافل والتضامن.
هذه المبادرة الإنسانية ليست مجرد عمل خيري، بل رسالة قيادية ملهمة، تُؤكّد أن العطاء والتضامن جزء من قيمنا الوطنية العريقة.
كما تجلّت الروح الإنسانية في موقف سمو ولي العهد، فقد شهدت الطائف موقفًا آخر يعكس القيم نفسها، حين شارك صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نهار، محافظ الطائف، في أداء صلاة الميت على الفقيدة وضحى الفهمي، مؤكّدًا حضور القيادة الميداني في مواساة ذوي الفقيدة، وتشجيع المجتمع على المشاركة في التلاحم الاجتماعي، ودعم الأسر في لحظات الحزن.
هذه الروح الإنسانية لم تقتصر على القيادة فحسب، بل امتدت جذورها إلى المواطن، فكان للمواطن بصماته الواضحة في تجسيد روح العطاء. ففي خطوة كريمة، أعلنت مجموعة السواط، برئاسة رجل الأعمال الشيخ عيد بن صالح السواط، عن بناء مسجد وقفًا عن روح الفقيدة وضحى الفهمي؛ ليكون صدقة جارية لها، جزاه الله خير الجزاء، وجعل ذلك في موازين حسناته، ورحم الله الفقيدة بواسع رحمته، وألهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.
وفي مثال آخر على البطولة والمبادرة الإنسانية، تصدى المواطن ماهر الدلبحي لشاحنة مشتعلة داخل محطة وقود، وقادها إلى خارج المحطة، متجنبًا مخاطر عالية، مما أنقذ الأرواح والممتلكات. تقديرًا لهذا الفعل النبيل، منح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود-يحفظه الله- المواطن ماهر فهد الدلبحي وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، بالإضافة إلى مكافأة مالية قدرها مليون ريال.
يمثل هذا التكريم تجسيدًا للقيم الأصيلة كالشهامة، والشجاعة، وحب الوطن، والتضحية، والإيثار، وهي القيم السامية التي تزرعها القيادة في نفوس مواطنيها.
تلك المواقف الإنسانية تجسد قيم العطاء المتأصلة في وطننا؛ قيادة ملهمة، ومجتمع فاعل، ورسالة متجددة بأن الخير في هذا الوطن عمل مستدام لا موسمي.
تركي بن عطية المالكي
كاتب رأي