كُتاب الرأي
نداء الإنسانية وسط دمار الحروب

نداء الإنسانية وسط دمار الحروب
في عالمٍ اضطربت فيه القلوب واختلطت فيه الدروب وتعالى صوت الحروب على همس السلام تهاوت القيم تحت أقدام الطمع وارتجفت الأوطان من وقع الطغيان.
تتقاذفها النزاعات كما تتقاذف الرياحُ الأوراقَ اليابسة وتتنازعها القوى كما تتنازع الذئاب فريستها فلا عينٌ تبكي على مفقود ولا يدٌ تُمدّ لملهوفٍ مكدود.
في ظلّ هذا المشهد القاتم حيث تتناحر الأهواء وتتقاطع الأنواء برزت المملكة العربية السعودية كصوتٍ للرحمة وسط صخب الرعب وكضوءٍ للإنسانية في ظلمة البأس والشدة.
فبينما تتسابق الأنظمة في إذكاء الفتنة تسارع المملكة في إطفاء المحنة تمدّ يد السلام لمن أصابهم السُّقام وتواسي المكلوم وتداوي المحروم.
لا تنحاز لمصلحة ضيّقة ولا تسعى لغنيمةٍ مزيّفة بل تمضي بثبات على خُطى الحكمة حاملةً في يمينها لواء الرحمة وفي يسارها شرف الخدمة.
تمنح للعالم رسالةً لا تُقرأ بالحروف بل بالمواقف ولا تُسطر بالحبر بل بالعطاء.
تدعو للسِّلم لا للسّلاح للصفاء لا للفناء للوفاق لا للانتقام.
وفي الوقت الذي تستعر فيه نيران النزاع وتُبعثر فيه أوراق الاتفاق تبقى المملكة راسخة كالجبل ثابتة في المِحن سخيّة في المِنن.
لا تتلوّن في الشدائد ولا تتراجع في المحافل بل تسير على نهجٍ متزن وخلقٍ مؤتمن.
سعيُها دائمٌ في نصرة الإنسان لا في توسيع دائرة النيران تبني حيث يُهدم وتُسعف حيث يُقصى وتُطعم حيث يُجاع وتُؤوي حيث يُنزَح.
فسلامٌ على من طلب السلام ورحمةٌ على من رحم الأنام وعزاءٌ للأرض إن لم يُستمع لصوت الحكمة والحق والوئام.
وما زال الأمل باقياً ما دام في الأرض من يُغيث ومن يُنيخ راحلته على أعتاب الإنسانية لا على أطلال الأطماع.