الأخبار

نجاح موسم حج 1446هـ… ملحمة وطنية تُكتب بماء الفخر

نجاح موسم حج 1446هـ… ملحمة وطنية تُكتب بماء الفخر

مكة المكرمة- روان صالح الوذيناني

في كل عام، تثبت المملكة العربية السعودية للعالم أجمع أنها أهل للمسؤولية، وجديرة بالشرف العظيم المتمثل في خدمة ضيوف الرحمن، لكن موسم حج عام 1446هـ تجاوز التوقعات، ولامس حدود الإبهار، ليُسجَّل في ذاكرة التاريخ كأحد أنجح مواسم الحج تنظيمًا وتميّزًا على الإطلاق، بفضل الله أولًا، ثم بعزيمة القيادة، وجهود الدولة، وتكاتف كافة الأجهزة والقطاعات المعنية.

منذ لحظة إعلان بدء موسم الحج، كانت المملكة على موعد مع مرحلة جديدة من التفوق الوطني، حيث انطلقت الجهود بوتيرة متسارعة وخطط مدروسة، قادتها رؤيةٌ واضحة، وعزيمة لا تعرف المستحيل. ولم يكن هذا النجاح وليد صدفة، بل نتيجة استعدادات مبكرة، وعمل دؤوب من جميع القطاعات: الأمنية، الصحية، الخدمية، والإدارية، تحت مظلة توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – اللذين جعلا من خدمة الحجاج أولوية تتقدم على كل شيء.

وقد برزت وزارة الداخلية كركيزة أمنية صلبة، تدير الحشود بمهنيةٍ رفيعة، حيث تم تفويج الملايين عبر المشاعر المقدسة بانسيابية استثنائية، دون أي إخلال بالسلامة أو الأمن. بينما أدّت وزارة الصحة دورًا بطوليًا في توفير الرعاية، والتعامل مع الأجواء المناخية الحارة، من خلال تجهيز مراكز طبية متنقلة، ونقاط تدخل سريع، وفرق طبية عملت ليل نهار بلا كلل.

أما وزارة الحج والعمرة، فقد أثبتت مرة أخرى ريادتها العالمية في تنظيم شؤون الحجاج، من خلال إدارة دقيقة لمسارات السكن، الإعاشة، والنقل، مدعومة بآلاف الكوادر المؤهلة الذين حملوا شعار “خدمة الحاج شرف”، وجسدوه واقعًا مشرفًا على الأرض.

وكان لمؤسسة الهلال الأحمر، وقوات الدفاع المدني، وقطاعات النقل والخدمات اللوجستية، حضورٌ وطنيّ مهيب، حيث عملت هذه الجهات بانسجام وتكامل نادر، شكّلت خلاله كل جهة ضلعًا في مثلث النجاح. كما قدّمت الهيئة العامة للأوقاف، وهيئة تطوير مكة، وهيئة الاتصالات، أدوارًا فاعلة في تنظيم الخدمات الميدانية، والبنية التحتية، وربط الحجاج بأدلة إلكترونية وخدمات رقمية تسهّل كل تفصيل من تفاصيل رحلتهم الإيمانية.

اللافت هذا العام هو ذلك الحس الإنساني الذي غمر الحجاج من لحظة وصولهم وحتى وداعهم، حيث انتشرت فرق المتطوعين في أرجاء المشاعر، يقدمون الماء، يرشدون التائه، يُسعفون المحتاج، ويبتسمون بلا توقف، مجسدين بذلك قيم المملكة، ووجهها الإنساني المتفرد.

شهد الحجاج من أكثر من 180 دولة على التنظيم الذي فاق التوقعات، ورفعوا أكفّ الدعاء للمملكة، قيادةً وشعبًا، وعبّروا عن شكرهم لما لمسوه من رعاية، واحترام، وعناية فائقة بالتفاصيل. ولم يكن هذا النجاح فخرًا للحكومة فقط، بل هو شرف ووسام يُعلّق على صدر كل مواطن ومواطنة شاركوا في هذه المسيرة العظيمة.

إن نجاح موسم حج 1446هـ يُعدّ مرآة صادقة لاحترافية الدولة السعودية، ومثالًا على أن خدمة الحرمين ليست مهمة إدارية، بل رسالة روحية، وشرف أبدي، ووعدٌ تفي به المملكة عامًا بعد عام. هذا الإنجاز الوطني المهيب يستحق أن يُروى للأجيال، ويُدوَّن كعنوان فخر في سجلات الوطن.

المملكة… حيث تجتمع الروحانية بالعظمة، والضيافة بالمجد، وخدمة الحجاج بشرفٍ لا يضاهيه شرف.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى