( نتنياهو وكلمته في الكونجرس الامريكي )

لعل الكثير من المشاهدين تابعوا ليلة البارحة كلمة رئيس الوزراء الاسرائيلي في الكونجرس الامريكي والتي تعد الرابعة له وهو يتجاوز بذلك رئيس الوزراء البريطاني تشرشل السياسي المعروف والداهية والخبير في احداث العالم اثناء الحرب العالمية الثانية ، وبذلك يتجاوز نتنياهو رئيس الوزراء البريطاني في الحضور للكونجرس الامريكي رغم تفاوت القدرات والدهاء بين الاثنين والتي تميل كفتها لتشرشل .
حقيقة ماقدمه نتنياهو كان عبارة عن محاولة منه لإقناع اعضاء المجلسين في امريكاء كونجرس +شيوخ بأكاذيب وتراهات استطاع فيها ان يبقي الحضور مصفقين لكلماته التي اختارها بعناية للتأثير عليهم وعلى المستمعين والمشاهدين والرأي العام بشكل عام في امريكا خاصة واغلب مدنها تشهد اعتصامات كبيرة ضد هذه الزيارة وضد ماتقوم وما قامت به اسرائيل في غزة والضفة الغربية بفلسطين ، وحيث جلب معه ( نتنياهو) بعض جنوده المصابين من اجناس مختلفة وتحدث عنهم وعن بطولاتهم في حرب غزة ، وعن ذلك التشكيل الذي استجلبه معه من الجيش الاسرائيلي ووصفهم بالاسود لايهام الحضور بحضارة وحق اسرائيل في الوجود، وربط في خطابه نصر اسرائيل بنصر امريكا وكأن هذه الدويلة هي الحامية للقوة العظمى في العالم ( امريكا) .
المدهش ان الحضور ملأوا القاعة بالتصفيق وكان البعض ينتظر من بجانبه عما اذا صفق او قام احتراماً لتلك الكلمات التي يصيغها نتنياهو بقدراته التي يمتلكها في كيفية التحدث امام الامريكان حيث عاش ردحاً من حياته هناك ، واستطاع بذلك ان يؤثر في الحضور نتيجة معرفته وقدرته بإقناعهم ، ماشاهدته وربما لاحظه الكثير هو كأن هناك من يسجل اسم من لم يتفاعل وينهض ويصفق لتلك الكلمات وتذكرت حينها اننا ربما نكون في كوريا الشمالية وليس في امريكا !؟ كان البعض يتفاعل مع الخطاب وكأنه مغصوباً او مدفوعاً لذلك التفاعل ، وهو بذلك قد يفسر حقيقة ماذهبت له من هذا التوصيف بكوريا الشمالية ، انها الدولة العميقة واليهود الذين يستطيعون فرض مثل هذه الإملاءات على رجال السياسة والقيادات في امريكا وغيرها اياً كانت مناصبهم والتأثير على مستقبلهم بالنجاح او الفشل في حالة معاداة ماتسميه السامية وتتشبث به اسرائيل وتواجه به كل من يقف ضدها ، وبالتالي هو مايؤدي لفشل ذلك السياسي في امريكا واوربا ، وقد يمتد ذلك للعالم بأكمله نتيجة التأثير اليهودي ودولتها العميقة في صياغة واصدار القرارات الدولية ، نعم رغم كل الاكاذيب التي ساقها في كلمته عن فلسطين والعدل الدولية والمذابح التي ارتكبت في غزة ضد الابرياء والهدم والتدمير الذي صاحب تلك الحرب في الاقليم ، وعدم الخشية من التأثير اليهودي كما اسلفت كان هناك شجعان من السياسيين الاسرائيليين والامريكان الذين فندوا اكاذيبه تلك وفضلوا عدم الحضور لذلك الملتقى الذي بحسب الردود الفعلية لها لم يلقى ذلك النجاح الذي كان يتوقعه ويأمله رئيس الوزراء الاسرائيلي .
شعوب العالم وبالذات في امريكا واوربا والتي تدعم هذا الكيان المغتصب تغيرت لديهم المفاهيم التي كانت تسيطر عليهم من ناحية دولة اسرائيل ودعمها وخشيتهم عليها من انقضاض العرب والمسلمين عليها وافنائها اي دولة (اسرائيل )نتيجة غسل ادمغة هذه الشعوب من الآلة الاعلامية اليهودية في العالم وهم من يركبون ناصيتها ويحققون فيها النجاحات الكبيرة وخاصة مايتعلق بمظلومية اسرائيل في العالم وكنتيجة لذلك نرى اليوم هذه المظاهرات والاعتصامات في هذه الدول ضد الآلة العسكرية الاسرائيلية وماتقوم به في فلسطين .
ربما ماسجل في كلمة نتنياهو ولم يكذب فيه هو ما تحدث به عن دور ايران التخريبي في منطقة الشرق الاوسط ونشرها ودعمها للمد الشيعي في العالم حيث وصل تحذيره من ايران لامريكا التي اشار لها بدعم عمليات ارهابية ضد مسئولين امريكان من ذوي المناصب العليا ، وهو مانتفق معه في جزئيات كبيرة ، ولكن ومع هذا فإن ايران هي الوجه الاخر لاسرائيل كعملة واحدة ، وكلتا الدولتين تمارس الارهاب وتدعم المليشيات في الشرق الاوسط والعالم وتبيع اسلحتها لمن يدفع ومن لم يدفع ولعلنا نتذكر قضية الكونترا( ايران غيت) عندما باعت اسرائيل السلاح لايران ودعمتها في حربها ضد العراق بتسهيلات امريكية في تلك العملية . نقول وكختام لهذا المقال اين فلسطين وقادتها وسياسييها ودبلوماسييها في احتوا ودعم كل من وقف معهم في هذه الحرب من العرب والغرب وكل انحاء العالم وشكرهم واستقطابهم بجانب قضيتهم ، انهم اي الفلسطينيون لن يفيقوا الى الان رغم كل الخسائر التي منيوا بها واهتمامهم منصب على الاقتتال بينهم وعدم اعتراف الجانب بالجانب الاخر ، والاستقواء بمن لايريد لهم خيرا، وهو مايؤكد ارتماء حماس في الحضن الايراني الذي دمر غزة وسيلحق الضفة بها ان لم يتصالح الفلسطينيون ويدركوا مايحيط بهم من مخططات استعمارية جديدة تتمثل في ايران واسرائيل ،،،
اللواء / محمد سعد الربيعي