كُتاب الرأي
أولويات مبعثرة..

أولويات مبعثرة..
أن تبدأ يومًا جديدًا يعني أن تمنح نفسك فرصة جديدة لتبدأ من جديد، لتجرب شيئًا جديدًا يجب أن تفكر بطريقة مختلفة.
يوم جديد هو بداية جديدة بعد إخفاقات الأمس مع تفاؤل وأمل جديد.
كلنا نعلم أن الإنسان الناجح هو الإنسان المنتظم في حياته، الدقيق في مواعيده، هو شخص يعلم جيدًا كيف يستغل وقته لصالحه..
ليس شخصًا غريبًا من كوكب آخر، بل هو شخص عادي قرر أن يعيش حياته بالطريقة الصحيحة وأن يسعى ليكون أفضل نسخة من نفسه.
عندما نتحدث عن تنظيم الحياة وترتيب المهمات، يعني أننا نتحدث عن قائمة تحتوي على واجبات يحددها الشخص ويطبقها خلال يومه.
نبدأ دائمًا بالأهم فالمهم وهكذا..
لنسلط الضوء في مقالنا هذا على الأهم.. وما الأهم عند كل فرد؟
كل واحد منا لديه خيارات، وكل واحد يرتب حياته حسب أولوياته: المال، العائلة، الدين، الصحة.
من اللازم أن يترأس الدين قائمة أولوياتنا وأن يقوي الإنسان علاقته بربه، لأننا نعلم يقينًا أن الدين إذا صلح صلحت حياة الفرد كلها ونال سعادة الدارين بإذن الله.
عندما تقارن هذه الأمور بالوقت الذي تأخذه من حياتك فإنك تقلب القائمة رأسًا على عقب.. فإن عملت بدوام ثمان ساعات فإنك ستضطر إلى أن تطلب أكلًا سريعًا لتريح نفسك من الطبخ والتسوق وغيرهما، لكنك في المقابل تخسر صحتك، ومن ثَم فالواقع يؤكد أن المال أهم من الصحة..
أما بالنسبة إلى العائلة، فقد أصبح زملاء العمل أقرب للفرد من أهله، لأنه يقضي وقتًا أطول معهم بين الاجتماعات وتدارس الملفات.. ويعود إلى المنزل متعبًا، فيمضي معظم وقته في استخدام الهاتف أو التلفاز، وفي الوقت الذي من المفترض أن يمضيه بين أهله يكون عقله مشغولًا بأمور أخرى، ومن ثَم حدِّث ولا حرج في ما يتعلق بالعائلة وصلة الأرحام.
ومسك الختام هو علاقة الإنسان بربه، كيف تقول إن ديني هو أولى الأولويات من دون تردد ولا يوجد ما يثبت ذلك عمليًّا وفعليًّا؟
كيف تقنع غيرك بأن دينك أولى من مالك في الوقت الذي تكون فيه منهمكًا في عملك لإتقانه وطامعًا في ترقية أو على الأقل تنتظر شكرًا وتقديرًا من مديرك، ومن جانب آخر تؤدي صلاتك وأنت مشتت الذهن أو قد لا تكون تصلي، أو أن تقضي وقت صومك نائمًا أو شبه نائم تنتظر موعد أذان المغرب؟
لنعيد ترتيب الأمور، حاسب نفسك قبل أن تُحاسب، اغتنم وقتك في ما فيه صلاحك وصلاح من حولك، لا تحرم نفسك من الصحة فقط لأنك مضغوط بالعمل، ولا تبتعد عن أهلك بحجة أنك تجري وراء لقمة العيش، تلذذ بنعمة الصحة واعبد ربك وكن شاكرًا على كل ما أنعم به عليك.
عُد إلى رشدك واعمل لدنياك وآخرتك.