نافذةُ القلوب

نافذةُ القلوب
الطيرُ لا يَنسى النوافذَ إنْ نَثَرْ
فيها المُحبُّ وفاءَ وذا الذِّكرْ
يأتي إليها في الصباحِ مُغَرِّدًا
وكأنّهُ يشدو بألحانِ الشِّعَرْ
وكذا القلوبُ إذا أضاءَ ضميرُها
تبقى على عهدِ المودّةِ والبَصَرْ
تنأى عنِ الأحقادِ تغسلُ حزنَها
وتظلُّ تذكرُ من أتى خيرَ الأثَرْ
كلماتُ من نَفَحاتِ روحٍ صادقة
تبقى كريحانٍ على صدرِ القَمَرْ
تمضي السنينُ ويَخبو دفءُ ذاكرَة
لكنّها لا تنسىهُ طِيبَ البشرْ
الكلمةُ البيضاءُ تُزهرُ روحَنا
وتذيبُ ذاك الحزنّ في صمتِ الحجرْ
ما أطيبَ الألفاظَ إن صدقَتْ بها
نفسٌ تفيضُ النورَ من طُهرِ السُّرَرْ
كم من جريحٍ ضمّدَتْهُ عبارةٌ
كالماءِ يسري في الجوانحِ إن حضرْ
تُحيي الندى في التربِ إنْ همسَتْ له
وتقيمُ في صحراءِ قفرٍ ألفَ زهرْ
فإذا تحدَّثَ بالحنانِ لسانُنا
عادَ الزمانُ كأنَّهُ زهرُ العمرْ
فازَ الذي نَثَرَ القلوبَ محبةً
وبَنـى جسورَ النورِ في قلبِ البَشَرْ
تبقى الكـلامـاتُ الخلـيـدةُ زادَنا
ما دامَ في الأرواحِ شوقٌ للسُّـرَرْ
شعر: د. دخيل الله عيضة الحارثي