مَوطِنُ المَجْد

مَوطِنُ المَجْد
بِـــهَامِ فَخرٍ وإجْــلالٍ هُنـا أَقِـــفُ
ومن مَنابعِ عِشقٍ فَيــضُها شَغَفُ
أُهـْــدِي إليكَ مَــوَاويلاً أيـا وطَنِي
فحُبُّكَ الشَّهدُ مِنهُ القَلبُ يَرتَشِفُ
فأنتَ غيثٌ سَقَــى الآمالَ أغْدَقَها
وفيضُكَ البَحرُ منهُ الكونُ يَغْترِفُ
يا قِبلةَ الحــقِّ يا دَوحًـــا يُظـــلِّلنا
أنتَ الأمَــانُ وفيكَ الرُّوحُ تَلتحِفُ
وعَــانقتْ نَــخلةٌ بالعِــزِّ شَامِــخةٌ
سَــيفينِ سَلَّهُمـــا عَزمٌ بـــهِ أَنَــفُ
تَحْـكِي بُطُولةَ أمْــــجادٍ يُسطِّرُها
الليثُ والشِّبلُ والتاريخُ والشَّرفُ
مآثِرُ الطُّـــهرِ في أعْـماقِهِ رَسَخَتْ
رُوحُ القَداسةِ في البيتينِ تَعْتكِفُ
هوَ الأبِيُّ أُسُــــودُ الغَـــابِ ترْهبُهُ
وكلُّ من دأبُهُ التَّـــخريبُ يَرْتجِفُ
ما واجَـهَ الخَصْمُ والأعدَاءُ قَامَتهُ
إلَّا وقَـامَــتُهمْ في الأرضِ تَنْخسِفُ
أنْــجَالُهُ مِن مَــعينِ العِزِّ مَشْرَبُهمْ
رامُوا المَكارِمَ في مِـحْرابِها عَكَفُوا
ضَـرَاغِمٌ فِي رِحابِ الحقِّ صَـولَتُهمْ
إن جَابَهوا ظَفِروا أو سَالمُوا رَهُفُوا
فَــما تَـحَقَّقَ مِـن هَامَاتِ قِمَّتِهــمْ
إلَّا وحِنْكتُهـــمْ فِي طِيِّهــا هَــــدفُ
يا مَوطِـنَ المجْدِ يا فَــيضًا يُعَانِقُنا
والأمْــنُ راحَتُنا والحِضْنُ والكَنَفُ
يامَـنْ إليهِ حُـــرُوفُ الضَّادِ حَــائِرةٌ
أيَّ القَوافِي مِن الوِجْدَانِ تَقْتَطِفُ؟
إليكَ شِعْرِي وأعْـذَارِي على خَجَلٍ
مهْمَا طَرِبتُ فلا أُوفِي بِمَا أَصِفُ
منى عائض البدراني
خنساء المدينة