مَعَ طَرَفَةَ

بِرُفْقَةِ طَرَفَةَ بْنِ الْعَبْدِ الَّذِي سَاقَ لَنَا مُعَلَّقَةً تَجَاوَزَتِ الشِّعْرِيَّةَ وَقْتَئِذٍ، لَبِسْتُ ثَوْبَهُ الْمُعَصْفَرَ، وَرَكِبْتُ بَحْرَهُ الشِّعْرِيَّ، مُجَدِّفًا بِقَافِيَتِهِ الْمُمْتَدَّةِ، وَمُعَارِضًا لَقْطَةً مِنْ لَقَطَاتِ الْمُعَلَّقَةِ، لِتَسِيرَ بِالرُّكْبَانِ حَيْثُ تَوَقَّفَ الزَّمَكَانُ.
أَجُوبُ بِشِعْرِي حَوْلَ بُرْقَةِ ثَهْمَدِ
أُفَتِّشُ عَنْ وَشْمٍ تَعَتَّقَ فِي الْيَدِ
وَعَمَّا حَبَاهُ الْبُعْدَ نُورًا وَآيَةً
تَصُبَّانِ فِي بَحْرِ الْقُلُوبِ لِتَهْتَدِي
لِخَوْلَةَ عُشَّاقٌ أَنَاخُوا رِكَابَهُمْ
عَلَى فَيْضِ شِعْرٍ مِنْ عَقِيقٍ مُنَضَّدِ
فبَاتُوا سِقَاءً مِنْ عُيُونٍ تَرَقْرَقَتْ
كَنَهْرٍ تَهَاوَى عَنْ حِصَارِ تَجَلّدي
وَفَاضَ عَلَى جِلْدِي طُفُولَةُ مُنْتَشٍ
لِضَرْعٍ يُبَارِي كُلَّ حُلْمٍ (مُزَبْدَدِ)
كَأَنِّي وَكُلَّ الْعَاشِقِينَ لِرَسْمِهَا
سُكَارَى مِنَ “الْبَابِ الْمُنِيفِ الْمُمَرَّدِ”
حَيَارَى مِنَ النَّهْدِ الْمُسَابِق فَزَّهَا
بِمَرْمَرَةٍ تَأْتِي إِلَيْنَا وَتَغْتَدِي
وَقَلْبٍ كَأَنَّ الضَّوْعَ أَفْشَى سِتَارَهُ
وَأَهْمَى عَلَيْهِ الْغَيْمَ قَطْرًا مِنَ الدَّدِ
الشاعر / إبراهيم الدعجاني