كُتاب الرأي

حب الأم

✍️ الكاتب / سمير منصور الفرشوطي

لو تعلمون في عمق قلبي تسكن ذكرى أمي كنبع لا ينضب من الحنان والدفء. كلما مر يوم، أدركت كم كان حبها عظيمًا، وكم كانت رعايتها لا متناهية. لو تعلمون ما كثر حبي لأمي، لأدركتم أن الكون بأكمله لا يسع مشاعري تجاهها. عندما افتقدتها، شعرت وكأن جزءًا من روحي قد رحل معها. أشتاق إلى راحة يديها، تلك اليدين اللتين طالما مسحتا دموعي وربتتا على كتفي في لحظات ضعفي.

كانت راحتها ملاذي الآمن، وصدرها وسادتي الدافئة التي أستريح عليها من هموم الدنيا. وها أنا اليوم، بعدما كبرت في العمر، أجد صورتها تقابلني في كل زاوية من زوايا حياتي. في ابتسامة طفل بريء، كأن الكون يذكرني بها في كل لحظة، ليقول لي إن حبها لا يزال يحيط بي، وإن روحها لا تزال ترعاني. كيف لي أن أنسى تلك الأم الملكة بعطفها
تلك التي كانت تاجها حبها لأبنائها، وعرشها قلبها الكبير الذي وسع الجميع. كانت ملكة في صبرها، في تضحياتها، وفي قدرتها على العطاء دون انتظار المقابل. لو استطعت أن أعود بالزمن، لأخبرتها كم أحبها. لقبلت يديها ألف مرة، ولشكرتها على كل لحظة من حياتي. ولكن، حتى وإن رحلت عن عالمنا، فإن حبها يبقى خالدًا في قلبي، يغذيني ويلهمني لأكون الشخص الذي كانت تحلم أن تراني عليه. أمي، يا ملكة قلبي وتاج رأسي، سأظل أحبك وأذكرك ما حييت. وسأحمل معي دروسك وحكمتك، لأنقلها للأجيال القادمة، فيبقى حبك ميراثًا خالدًا يتناقله الأبناء والأحفاد.

كاتب رأي

 

سمير منصور الفرشوطي

كاتب رأي وإعلامي.

‫2 تعليقات

  1. كلمات صادقة معبرة
    لا فض فوك .
    حب الأم والحنين إليها لامدى له و لا مثيل ولا قرين .
    اتكأت على الجراح التي لا تطيب 💔
    أستاذ سمير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى