كُتاب الرأي

مواسم من عُمر

مواسم من عُمر

………………………….

بقلم الكاتبة/ زايده علي حقوي

نأتي إلى هذه الدنيا بأقدارٍ مكتوبة، ونخرج إليها دون أن نفهم شيئًا.
نتعلّم منذ الصغر، خطوةً تليها خطوة…
تكون أحلامنا مرتبطة بأعمارنا، وكلما تقدّم بنا العمر، كَبُر معنا الحُلم، وزادت الأماني.
فالطفولة لها آمالها ولحظاتها، وتكفينا فيها أمورٌ صغيرة تمدّنا بالفرح،
كاللعب على الأرجوحة، أو الذهاب لمدينة الملاهي، أو قطعة حلوى، أو ملابس جديدة…
كانت كفيلة بأن تُضفي على أيامنا أضغاثًا من السعادة.
وحين نصل إلى مرحلة الشباب، تكبر معنا الأحلام، وتزيد التطلعات،
ونُبصر ما لم نكن نراه في الصغر.
فلم تعد تلك الأمور تُدهشنا، ولا تُشبه تلك السعادة الطفولية…
بل نراها تافهة، لأننا غادرنا ضفة الدهشة الأولى،
وبدأت مرحلة الأماني: الدراسة، السفر، تحقيق الذات، وتكوين العائلة.
وكلما زاد العمر، تغيّرت الأحلام، وتبدّلت الطرق، وبدأنا نصطدم بالواقع.
ندرك حينها أن الحياة ليست سباقًا، ولا وعودًا دائمة،
بل مجرد محطة… ورحلة،
قد تُباغتنا نهايتها في لحظة لا موعد لها.
ورغم وعورة الطريق، وكثرة المنعطفات، تبقى رحلة الحياة جديرة بأن تُعاش.
نحزن ونفرح، نفقد ونكسب، نسقط وننهض…
لكننا في النهاية نسير، نحمل في قلوبنا أملًا صغيرًا،
ونؤمن أن كل محطة، مهما كانت مؤلمة، ساهمت في تشكيلنا من الداخل.
فلنمضِ في هذه الرحلة بلُطف…
بقلوبٍ لا تنسى النور، وأرواحٍ تُحب الحياة رغم كل ما كان.
ولنترك أثرًا دافئًا، خفيفًا…
كـنسمة تمرّ… ولا تُنسى.
……………………………………………….

كاتبة رأي وقاصة

زايده علي حقوي

كاتبة ومؤلفة وقاصة ومشرفة الخواطر والقصة القصيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى