تقنية كريسبر للتعديل الجيني: ما هي؟ وما فائدتها البيئية؟
في السنوات الأخيرة، أصبح اسم “كريسبر” (CRISPR) يتردد كثيرًا في الأوساط العلمية والطبية والزراعية، باعتبارها واحدة من أكثر التقنيات ثورية في مجال التعديل الجيني. لكنها ليست مجرد تقنية لتغيير الجينات، بل أداة قوية يمكن أن تفتح آفاقًا واسعة لحل مشكلات بيئية وصحية وزراعية معقدة.
ما هي تقنية كريسبر؟
تقنية كريسبر هي أداة مبتكرة تُستخدم لتعديل الحمض النووي للكائنات الحية بدقة عالية. في الأصل، استُوحيَت من نظام مناعي طبيعي موجود في البكتيريا، حيث تستخدم هذه الكائنات كريسبر للدفاع عن نفسها ضد الفيروسات عن طريق تقطيع الحمض النووي الفيروسي.
في المختبر، تم تطوير هذه الآلية بحيث يستطيع العلماء من خلالها “قص ولصق” الجينات في أي كائن حي تقريبًا، بما في ذلك النباتات، والحيوانات، والبشر.
اما بالنسبة الى فوائد تقنية كريسبر في البيئة تقنية كريسبر لها فوائد عديدة تتعدى المجال الطبي، ومن أهمها تأثيرها الإيجابي على البيئة، ومن أبرز الفوائد البيئية:
١- مكافحة الآفات بطريقة صديقة للبيئية
بدلاً من استخدام المبيدات الكيميائية التي تضر بالتربة والمياه والحيوانات الأخرى، يمكن استخدام كريسبر لتعديل جينات الحشرات الضارة مثل البعوض أو الجراد، لجعلها عقيمة أو غير قادرة على نقل الأمراض أو الإضرار بالمحاصيل.
٢- أنتاج محاصيل زراعية مقاومة للجفاف والآفات
من خلال تعديل جينات النباتات، يمكن جعلها أكثر تحملًا للحرارة، الجفاف، أو الأمراض، مما يقلل من الحاجة للأسمدة والمبيدات الكيميائية، وبالتالي يقل الضغط البيئي الناتج عن الزراعة الصناعية
٣- تقليل الأنبعاثات الكربونية
يمكن تعديل جينات الأبقار أو الحيوانات الأخرى لتقليل انبعاثات غاز الميثان الناتج عن الهضم، وهو أحد الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري.
٤- تنظيف ومعالجة البيئة من التلوث
يعمل الباحثون على تعديل جينات أنواع معينة من البكتيريا أو الطحالب لكي تكون قادرة على “أكل” أو تكسير المواد الملوثة مثل النفط، البلاستيك، أو المعادن الثقيلة من التربة والمياه.
٥- حماية الحيونات المهددة بالأنقراض
يمكن استخدام كريسبر لمعالجة بعض الطفرات الوراثية التي تهدد أنواعًا نادرة من الحيوانات، أو لجعلها أكثر مقاومة للأمراض وتغيرات المناخ.
تقنية كريسبر تمثل قفزة علمية هائلة في علم الأحياء الجزيئي، وقد تكون أحد المفاتيح المهمة لحماية بيئتنا من التدهور. ومع ذلك، فإن استخدامها يتطلب حذرًا كبيرًا، وتوازنًا بين التقدم العلمي والحفاظ على التوازن الطبيعي. فبينما تحمل كريسبر وعودًا كبيرة، لا بد من وضع أطر تنظيمية وأخلاقية لضمان استخدامها بشكل مسؤول وآمن
محمد يوسف الخشيبان
