كُتاب الرأي

سمو الأرواح.. انتصار النقاء على المصالح

فاطمه الحربي

سمو الأرواح فوق الغايات: حين ينتصر النقاء على المصالح

في عالمٍ تحكمه الغايات، حيث تتداخل المصالح وتتصارع الرغبات، تظل هناك أرواح نادرة تسمو فوق ذلك كله، تتحرك بدافع النقاء لا المصلحة، بدافع العطاء لا الانتظار، وبقوة الحب لا الطمع. هذه الأرواح لا تُقاس بما تملك، بل بما تمنح، ولا تُعرف بما تسعى إليه، بل بكيفية سيرها نحو الغايات.

ما معنى سمو الأرواح؟
هو أن تصل إلى مرحلة لا يعود فيها الهدف هو المكسب الشخصي، بل السعي وراء قيم أسمى، كالحب الحقيقي، والصدق، والعدل، والإحسان. الروح السامية لا تخضع لرغباتها الأنانية، بل ترى الصورة الأوسع للحياة، وتدرك أن الفوز الحقيقي ليس في جمع الأشياء، بل في تحقيق السلام الداخلي.

كيف تسمو الروح فوق الغايات؟
1. التجرّد من الأنانية
• لا تُحب الروح السامية لأجل أن تأخذ، بل لأنها تجد في الحب ذاته اكتمالها.
• لا تساعد الآخرين من أجل المديح، بل لأن الخير جزء من تكوينها.
2. العفو والتسامح
• الروح التي تسمو لا تحمل الضغينة، بل تدرك أن الانتقام يثقلها، بينما الصفح يحررها.
• تدرك أن التسامح لا يعني الضعف، بل هو قوة لا يصل إليها إلا من تحرر من قيود الأنا.
3. الصدق مع الذات والآخرين
• لا تنافق، لا تخدع، ولا تزيف الحقائق لتحقق مصلحة.
• تدرك أن قيمة الإنسان في نقائه الداخلي، وليس في المظاهر التي يسعى لخلقها.
4. العطاء دون انتظار مقابل
• تمنح حبها، وقتها، وجهدها دون أن تضع شروطًا أو تنتظر مردودًا.
• تدرك أن أعظم مكافأة للعطاء هي الشعور بالامتلاء الروحي، وليس العائد المادي.
5. العيش بإحسان
• الإحسان ليس مجرد فعل، بل أسلوب حياة.
• الروح السامية ترى الخير في كل شيء، وتتعامل مع الآخرين برحمة، حتى مع من لا يستحقها.
وفي الختام
الروح التي تسمو فوق الغايات هي الروح التي تعيش بصفاء، وتترك أثرًا طيبًا أينما حلت. لا تسعى وراء المجد الفاني، بل تسير بخفة، كنسمة تهبّ لتترك وراءها عطرًا لا يُنسى. حين نسمو بأرواحنا، نتحرر من قيود المادة، ونصبح أحرارًا حقًا، لأن السمو الحقيقي ليس في الوصول إلى القمم، بل في كيفية الصعود إليها.

كاتبة رأي وإعلامية

فاطمة الحربي

كاتبة رأي وإعلامية

تعليق واحد

  1. كلماتك تحمل عمقًا جميلًا وتعبر عن فلسفة راقية للحياة السمو الحقيقي هو في الصفاء الداخلي وفي ترك بصمة لا تنسى دون سعي وراء الأضواء فالأرواح العظيمة لا تحتاج إلى صخب بل يكفيها أن تضيء طريق الآخرين بنورها الهادئ
    معلا السلمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
الذهاب إلى الواتساب
1
م حبا أنا سكرتير رئيس التحرير
مرحبًا أنا سكرتير رئيس التحرير وأنا هنا لمساعدتك.